العطش وغياب المراكز الصحية يقلق ساكنة إقليم مولاي يعقوب

البواري: الحكومة تعمل على تنزيل مشاريع مهيكلة لتأمين مياه السقي وتغطية 80% من الحاجيات الوطنية

لاعبات المنتخب المغربي يعبّرن عن فرحتهن بالفوز على الكونغو

هذا ما قاله الناخب الوطني خورخي فيلدا بعد الفوز الكبير أمام الكونغو الديمقراطية

احتجاج عمال التوصيل ب"غلوفو" بعد توقيف أحد زملائهم واستخدام الشركة خريطة المغرب مبتورة

من كل حذب وصوب.. الجماهير المغربية تتوافد على مدينة الرباط لتشجيع لبؤات الأطلس أمام منتخب الكونغو

بوحمالة.. ورقة أخرى تسقط وفي قلبها غصة وألم ومرارة

بوحمالة.. ورقة أخرى تسقط وفي قلبها غصة وألم ومرارة

أخبارنا المغربية ـــ عبدالإله بوسحابة

كما هو معلوم، رحلت عنا صبيحة اليوم الأربعاء، الفنانة القديرة "نعيمة بوحمالة"، بعد صراع مرير مع المرض، لكنه لم يكن صراعًا جسديًا فقط، بل كان صراعًا وجوديًا ضد التهميش والنسيان والخذلان. لم تكن نهايتها مجرد محطة طبيعية لحياة فنية امتدت لخمسة عقود، بل كانت خاتمة حزينة لرحلة فنانة قاومت المرض والإقصاء في صمت، وواجهت وحدها قسوة أن تُنسى وهي على قيد الحياة.

في زمن كانت فيه الشاشة المغربية تُنير بحضورها، تقمصت "بوحمالة" أدوارًا عديدة دخلت البيوت والقلوب، وأضفت على الدراما المغربية نكهة الصدق والبساطة والعفوية. لكن تلك الأضواء التي طالما لاحقتها، انطفأت بشكل فجائي، وتُركت لتتآكل بعيدًا عن الكاميرا، بعيدًا عن التقدير، بعيدًا عن دفء الجمهور الذي لم يسمع بصوتها إلا حين اعتلت منصة يوتيوب لتصرخ بأسلوبها الساخر، محاولة كسر عزلتها من خلال سلسلة "نعيمة ديكولاص"، وكأنها كانت تقول: "أنا هنا... مازلت حية، لا زلت قادرة على العطاء، فلماذا تجاهلتموني؟".

سنواتها الأخيرة لم تكن فقط صعبة… بل كانت قاسية جدا. خضعت لعمليات جراحية على مستوى القلب، ولم تجد من يمد لها يد العون، لا نقابة حقيقية تسند، ولا مؤسسات ترعى من قدّموا عمرهم للفن. كانت تعاني في صمت، ووحده صوت الإحباط من يعلو في يومياتها أكثر من صوت الأمل، سيما في ظل واقع فني بات يركّز على "اللاشيء"، ويحتفي بالسطحيين، ويمنح الشهرة لمن لا علاقة له بالفن إلا عبر "محتوى" أجوف على منصات التواصل.

رحيل "نعيمة بوحمالة" يعيد للواجهة المأساة المتكررة لرواد الفن المغربي، ممن يرحلون في عزلة، بكرامة جريحة وجسد منهك. نستحضر هنا معاناة "محمد الشوبي" قبل أشهر، ومأساة "محمد الخلفي"، وقبلهما "نور الدين بكر".. والقائمة طويلة جدا، لمبدعين فارقوا الحياة وهم في أمسّ الحاجة لرعاية صحية، أو حتى كلمة اعتراف بجميلهم. في المقابل، تفتح الأبواب وتُمنح الأضواء والمكافآت والدعم السخي لمن يسمون جوار بـ"المؤثرين"، في مشهد عبثي يؤلم كل من يعرف معنى الفن الحقيقي.

أمام هذا العبث، هل تبقى وزارة الثقافة في موقع المتفرج؟ هل يكفي أن تصدر بيانات نعي روتينية حين يموت أحد الرواد؟ أين هي السياسات الحقيقية لحماية الفنان المغربي في شيخوخته؟ أين هو الصندوق الذي يُؤَمِّن كرامته حين تبهت الأدوار وتضعف الصحة؟ إن المسؤولية هنا جسيمة، ولا يمكن تأجيلها أكثر.

نعيمة بوحمالة لم ترحل فقط، بل تركت خلفها مرآة عاكسة لخذلان مجتمع بأكمله لرواده. تركتنا نعيد طرح سؤال موجع: هل يُكافأ المبدع المغربي بالنسيان حين تنتهي الأدوار؟


عدد التعليقات (6 تعليق)

1

الصنهاجي

الله يرحمها

اللهم ارحمها واغفر لها واجعل قبرها روض من رياض الجنة. نصيحة لكل الفنانين والفنانات في مختلف الميادين،أنصحكم نصيحة غالية، لا تبخلوا على انفسكم ، حاولوا ان تنخرطوا في التامين الصحي ولو كان في الخاص (assurance) ، لا قدر الله ان أصبتم بمرض او اي مكروه تجدونه جانبكم ولا تبقوا تنتظروا المساعدات

2025/05/28 - 01:06
2

Ali

عزاء

رحمها الله و اسكنها فسيح جناته. انا لله وانا اليه راجعون.

2025/05/28 - 01:21
3

طارق

مقالة ممتازة

مقالة ممتازة توضح الواقع و تطرق جرس الانظار

2025/05/28 - 01:22
4

الريح المستريح

أنا لله وانا اليه راجعون

رحمة الله على الفنانة الراقية نعيمة بوحمالة وجعلها الله في أعلى عليين مع النبيئين والشهداء والصالحين شكرا الأستاذ عبد الإلاه بوسحابة على هذا المقال الذي نرجو ان يأخذ منه المعنيون بالأمر العبرة وان لاتتكرر عندنا مآسي الفنانين ولله في خلقه شؤون

2025/05/28 - 02:22
5

بدر الدين

شهادة حق

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .أشكر زوار هاذ الموقع و .وأدعو الله أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته .كانت نعم الفنانة بحق . أتقنت الأدوار و أبدعت في الكوميديا و دخلت القلوب . أنها أيقونة و جوهرة أخرى ستفقدها السينما و التلفزة المغر ببة .و أبهجت و فرحت النفوس و أضحكت الصغير و الكبير ... . . وأشكر بالأخص كاتب هذا المقال الجميل

2025/05/28 - 02:46
6

متتبع

مصلحة عامة

رحم الله الفقيدة . إلا أن الاهتمام الذي تدعون إليها إتجاه هذه الفئة من المبدعين يجب أن يشمل كل شراءح المجتمع دون تمييز .

2025/05/28 - 08:36
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات