أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
أثار إصدار مغني الراب المغربي محمد الهادي المزوري، المعروف بلقب "مسلم"، لأغنيته الجديدة "الخيال"، موجة واسعة من الانتقادات وسط متابعيه، بعدما اختار تقديمها بنمط غنائي وصف بأنه أقرب إلى الراي الشبابي المعاصر منه إلى الراب، النمط الذي ارتبط به منذ بداياته الفنية.
واعتبر عدد من المتابعين الأغنية، التي نشرت على قناته الرسمية على موقع يوتيوب، خروجا واضحا عن أسلوبه السابق، حيث عبر كثيرون عن خيبة أملهم، مؤكدين أن مسلم فقد هويته الفنية التي ميزته طيلة سنوات، فيما ذهب بعضهم إلى المطالبة بتغيير لقبه الفني إلى "الشاب مسلم" في إشارة ساخرة إلى تحوله إلى غناء الراي.
ولم يكن هذا التغيير الأول من نوعه، حيث سبق أن أثارت أغنية "خمري"، التي أعلن عنها الفنان ذاته قبل شهر، جدلا كبيرا بسبب مضمونها المثير وتصريحات الفنان حولها، ما اعتبره البعض انحرافا عن خط الراب الذي لطالما عرف به، لتتراكم هذه الملاحظات وتغذي انطباعا عاما بأن أفول نجم مسلم في ساحة الراب المغربي أصبح مسألة وقت فقط.
في المقابل، رأى بعض المتابعين أن ما يقدمه مسلم هو محاولة لمواكبة التحولات التي يعرفها السوق الفني المغربي، غير أن مقارنة أعماله الحالية بأعماله السابقة أو بأعمال فنانين من الجيل الجديد، توضح – حسبهم – تراجعا واضحا في القوة والرسالة والمضمون.
ويأتي هذا الجدل في سياق مشهد فني مغربي يشهد بروز عدد من الأسماء الجديدة في مجال الراب، فرضت نفسها بسرعة من خلال إنتاجات حديثة تواكب الذوق الشبابي دون التخلي عن الخصوصية الفنية المرتبطة بهذا النوع الغنائي، وهو ما دفع البعض إلى القول أن النسخة الحالية من مسلم لم تعد قابلة للمقارنة بفناني الراب الجدد الذين نجحوا في الحفاظ على هوية الراب وتطويرها في آن واحد.
ويعتبر المتابعون أن الفنان الشمالي مسلم بات أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما العودة إلى نمطه الأصلي الذي شكل قاعدته الجماهيرية، أو الاستمرار في توجهه الجديد مع تحمل تبعاته الفنية والجماهيرية، حيث يتوقع أن يجد نفسه يبحث عن جمهور جديد يحب نمطه الحالي في الغناء، بعد فقدان جمهوره السابق.
