الرئيسية | متفرقات | وقف الكتب والخزانات الشخصية .. مبادرات نبيلة تروم تحقيق النهضة العلمية والفكرية الشاملة

وقف الكتب والخزانات الشخصية .. مبادرات نبيلة تروم تحقيق النهضة العلمية والفكرية الشاملة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

 

أسهمت عملية وقف الكتب والخزانات الشخصية، خلال تاريخ المغرب، إسهاما بارزا في نشر وترسيخ العديد من القيم الدينية والمعرفية، التي أثرت، بشكل إيجابي، على العديد من مناحي الحياة الدينية والعلمية، وفي تحقيق النهضة العلمية والفكرية الشاملة، وتعزيز التقدم المعرفي، وتهيئة الظروف الملائمة للإبداع الإنساني، ما يدفع إلى التأكيد على ضرورة إحيائها في الوقت الراهن.

وإدراكا من الواقفين ما للكتاب من أهمية ودور متميöز في تعزيز التقدم المعرفي، والعمل على تحقيق التنمية الثقافية والعلمية، فقد اتجهوا إلى وقف الكتب ووقف المكتبات التي ملؤوها بالكتب النافعة في أصناف العلوم الإنسانية والتطبيقية، وفي ذلك يقول الأستاذ حسن عبد الغني أبو غدة "وقل أن يجد المرء مدينة إسلامية ليس فيها مكتبة وقفية خاصة أو عامة، أما العواصم الإسلامية فقد كثõرت فيها دõور الكتب بشكل لا مثيل له في تاريخ العصور الوسطى، وتسابق الخلفاء والحكام والعلماء والأغنياء والأفراد العاديون من أهل الخير في وقف المكتبات والكتب، إما بصورة رسمية عامة، وإما بصورة فردية خاصة".

وفي هذا السياق، تندرج مبادرة الأستاذ عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، الذي وهب، الأسبوع الماضي، ما زخرت به خزانته الشخصية من درر علمية ومعرفية، للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، في إطار نظام الوقف الذي يعتبر من أهم الركائز التي يõعتمد عليها لنشر قيم التضامن والتآزر والفضيلة في المجتمع، والذي كان له أثر فعال في ازدهار المجتمعات الإسلامية على مر العصور.

ولعل هذه المبادرة النبيلة، كما نوهت بذلك المؤسسة المتلقية، "تعبر عن غيرة ووعي بضرورة دعم المؤسسات الثقافية، وخصوصا المكتبة الوطنية كمرفق عمومي مسؤول عن جمع ومعالجة التراث الوثائقي الفكري الوطني والإنساني وإتاحته للجمهور".

وذلك ما أكده الأستاذ المريني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، من أنه يسعى من وراء هذه الخطوة إلى تعميم استفادة الطلبة والباحثين والأساتذة من المطبوعات التي زخرت بها مكتبته الخاصة، والتي تتوزع بين مختلف أصناف المعرفة والإبداع، من أدب ولغة وفن وتاريخ وسياسة وغيرها.

وفي تصريح للوكالة، أكد الأستاذ إدريس خروز، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، أن مبادرة الأستاذ عبد الحق المريني مهمة بالنسبة للرصيد التوثيقي للمكتبة، فمكتبته متنوعة من حيث المواضيع والمناهج واللغات، تنطلق إلى مجالات ثقافية ومعرفية مهمة، مضيفا أن هذه المبادرة تعني، من بين ما تعني، أن الأستاذ المريني رجل علم واهتماماته متنوعة كونية ومنخرطة في المغرب.

وفي تقييمه لظاهرة وقف الكتب بالمغرب، قال الأستاذ خروز "إن هذه الظاهرة هي ارتقاء بمؤسسات البلاد، ومن ضمنها المكتبة الوطنية للمملكة، من حيث هي مؤسسة تحظى بالثقة والمصداقية، ما يدفع عائلات وأشخاصا ومثقفين، من قبيل الأستاذ عبد الحق المريني، إلى إهداء خراناتهم الشخصية".

وذكر بأن المكتبة الوطنية للمملكة المغربية توصلت بعدد كبير من الخزانات، من بينها خزانة المرحوم يحيى الشفشاوني (وزير سابق)، وخزانة الوزير السابق المرحوم أحمد رمزي، وخزانة عائلة الوفا، وخزانة الوزير الأول الراحل عز الدين العراقي الذي أهداها للمكتبة قيد حياته، وخزانة الأديب الراحل محمد الصباغ.

وخلص إلى أن المبادرة إلى إهداء ووهب الكتب والخزانات الشخصية هو مساهمة في جمع التراث المغربي، ورمز ومؤشر على قيمة المواطنة الحقة والانخراط في جمع التراث المغربي ووضعه رهن إشارة القراء والباحثين.

مجموع المشاهدات: 728 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة