أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
أعربت شركة "روساتوم" الحكومية الروسية، اليوم الأربعاء، عن استيائها من قانون حظر استيراد اليورانيوم المخصب الروسي المُعتمد في الولايات المتحدة، حيث وصفت القرار بأنه تمييزي وغير تنافسي، مؤكدة أنه سيضر بالسوق العالمي المستدام للسلع والخدمات النووية.
جاء ذلك، في أعقاب قرار وقعه الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، أمس الثلاثاء، يقضي بحظر استيراد اليورانيوم المخصب الروسي، وهو القرار "العقابي" الذي تهدف واشنطن من خلاله إلى تجفيف أحد مصادر تمويل الكرملين.
في ذات السياق، أكدت "روساتوم" عبر بلاغ توصل موقع "أخبارنا" بنسخة منه، على قدراتها التكنولوجية في مجال الطاقة النووية وتوازن نشاطاتها في جميع جوانب الدورة الوقودية النووية، مشددة على أن "الشركات الروسية في مجال الطاقة النووية تتمتع اليوم بأحدث قواعد التصنيع والتكنولوجيا".
كما أشارت الشركة إلى أن استراتيجيتها للريادة التكنولوجية العالمية توفر نتائج ملموسة في تعزيز التعاون مع الدول المهتمة بتطوير توليد الطاقة النووية ضمن نهج علمي ومتوازن، مشيرة إلى أن تلبية الاحتياجات المتزايدة لإنتاج اليورانيوم في الطاقة النووية الروسية هو أيضًا من الاتجاهات الأساسية بالنسبة لـ"روساتوم".
ووفق ذات البلاغ، من المتوقع أن ترتفع حصة توليد الطاقة النووية في الرصيد الطاقي لجمهورية روسيا الاتحادية إلى 25% بحلول عام 2045، مقارنة بالنسبة الحالية التي تبلغ 20%، وهو ما يتيح لـ"روساتوم" الحفاظ على مكانتها الرائدة عالميًا في التكنولوجيا النووية اليوم، في أفق مواصلة تطوير العلاقات مع الشركاء الأجانب المهتمين بالتعاون على المدى الطويل.
في سياق متصل، أكد الخبير "سيرغي روزينكو" أن الاتحاد الأوروبي بات الخاسر الأكبر من حظر واشنطن على حلفائها استيراد اليورانيوم الروسي المخصب، مشيرا إلى أنه سيساهم في خنق الصناعة النووية في أوروبا ويدمر ما تبقى منها.
وشدد "روزينكو" في تصريح لوكالة "نوفوستي" على أن: "تقييد استيراد اليورانيوم فيه مخاطر كثيرة من شأنها أن تزعزع استقرار السوق العالمية لليورانيوم والوقود النووي سواء بشكل مباشر من خلال تأثير الحظر التجاري، أو عبر خلق حالة من عدم اليقين الاستراتيجي".
وأضاف: "الخاسر الرئيسي من العقوبات الأمريكية قد يكون الاتحاد الأوروبي، في حين أن الرابحين هم موردو الغاز الطبيعي المسال والصناعيون الأمريكيون"، مشيرا إلى أنه: "في حال فرض قيود على تشغيل محطات الطاقة النووية الأوروبية، يمكن من الناحية الفنية استبدال هذه المحطات بمحطات حرارية تعمل على الغاز المسال الأمريكي".
كما أكد الخبير أيضا أن: "هذا الحظر سيؤدي لتقويض سيادة الاتحاد الأوروبي في قطاعات الطاقة والصناعة وهذا ما يظهر بوضوح في سوق الغاز بعد عام 2022"، وتابع قائلا: "لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن التخلي عن إمدادات غاز السيل الشمالي الروسي، أدى لانخفاض استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي بنسبة 15-20٪ وتسبب بنقل الصناعة إلى بلدان أخرى. وفي الوقت نفسه، أصبحت الولايات المتحدة المورد الرئيسي للغاز المسال باهظ الثمن إلى أوروبا مما يعزز ركود اقتصاد الاتحاد الأوروبي".