وأظهر التحليل أن هناك ما يصل إلى 47 تغييراً في الحمض النووي في أحدث الفيروسات مقارنة بهذه الحالات السابقة. وهو رقم مرتفع وغير متوقع بالنظر إلى أنه يُعتقد أن جدري القرود يتطور ببطء، بمعدل طفرة واحدة كل عام.
واللافت للنظر، أن 42 من هذه التغييرات الـ 47 تتضمن تغييرات تنتجها مجموعة من الإنزيمات البشرية APOBEC3 التي تساعد في الدفاع ضد الفيروسات عن طريق إحداث طفرات في حمضها النووي. وعن ذلك علّق مؤلفا التقريرالطبي: "إذا كانت تعديلات APOBEC3 هذه تدل على وجه التحديد على التكرار في البشر على عكس الأنواع المضيفة الأخرى، فإن هذا سيؤكد أن هذا الفرع بأكمله يمثل ظهور وباء بشري بدأ عام 2017".
وكان مركز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها في الولايات المتحدة قد أفاد بأن 3 من فيروسات جدري القرود الـ 10 التي تم تسلسلها كانت مختلفة قليلاً عن غيرها، بينما لا تزال مرتبطة بفيروس تم رصده عام 2017. وقد تم العثور على هذه الفيروسات الـ 3 في الأشخاص الذين سافروا إلى بلدان مختلفة في إفريقيا والشرق الأوسط في عام 2021 أو 2022.
ويمكن أن تكون الحالات الـ 3 ناتجة عن انتقال الفيروس من مستودعات حيوانية إلى البشر. مع ذلك، نظراً لأن لدى هذه الفيروسات أيضاً الكثير من الطفرات الشبيهة بـ APOBEC3، هناك تفسير آخر، وهو: أن جدري القرود ينتشر على نطاق واسع جداً في الأشخاص في إفريقيا منذ عام 2017.
