أخبارنا المغربية - وكالات
سلّطت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة "تافتس" الأمريكية الضوء على دورٍ جديد ومهم لفيتامين "ك"، يتعدى مساهمته المعروفة في تجلط الدم وصحة العظام، ليمتد إلى الحفاظ على وظائف الدماغ، خاصة لدى كبار السن. وبيّنت الدراسة أن انخفاض مستويات هذا الفيتامين قد يكون مرتبطًا بتدهور القدرات المعرفية والإدراكية المرتبط بالتقدم في السن.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في صحيفة "ذا صن"، أن فيتامين "ك" يُسهم في حماية خلايا منطقة الحُصين (Hippocampus)، وهي الجزء المسؤول عن الذاكرة في الدماغ، من الالتهاب والتدهور. وأشارت التجارب على الفئران إلى أن نقص الفيتامين أدّى إلى تراجع في الأداء المعرفي، وضعف في التمييز البصري والذاكرة، فضلاً عن تغيّرات بيولوجية في الدماغ.
ولاحظ الباحثون انخفاضًا في مستويات "ميناكينون-4"، أحد أشكال فيتامين "ك" المرتبط مباشرة بوظائف الدماغ، لدى الفئران التي تم تقييد استهلاكها من الفيتامين. كما كشفت النتائج عن انخفاض في معدل التكوين العصبي – وهي عملية توليد خلايا عصبية جديدة – وارتفاع مؤشرات الالتهاب العصبي، وهي عوامل ترتبط بأمراض مثل ألزهايمر والخرف.
من جانبها، شددت الدكتورة سارة بوث، مديرة مركز أبحاث التغذية البشرية على الشيخوخة، على أن أفضل وسيلة لتعزيز مستويات فيتامين "ك" تكمن في اتباع نظام غذائي متوازن، وليس الاعتماد على المكملات. وأوصت بتناول أطعمة غنية بالفيتامين مثل السبانخ، البروكلي، الكالي، الجرجير، الكيوي، التوت، والعنب، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة وبعض مشتقات الألبان.
وبحسب هيئة الصحة البريطانية (NHS)، يُوصى البالغون بتناول حوالي 1 ميكروغرام من فيتامين ك لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا، وهي كمية يمكن تحقيقها بسهولة من خلال نظام غذائي غني بالخضروات الورقية.
في ظل هذه النتائج، يوصي الخبراء بمراجعة الأنظمة الغذائية اليومية، لا سيما لدى كبار السن، لضمان الحصول على ما يكفي من هذا الفيتامين الحيوي الذي يُعد خط دفاع مهمًا ضد التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر.
