أخبارنا المغربية - وكالات
في حالة طبية نادرة تُحيّر الأطباء حول العالم، يعاني الطفل البريطاني فينلي رانسن، البالغ من العمر 14 عاماً، من اضطراب غامض يمنع جسده من تحمل أي نوع من الدهون الغذائية، حيث تؤدي أدنى كمية منها إلى تفاعل عنيف قد يصل إلى نزيف داخلي حاد، كما لو أن جسمه يعتبر الدهون جسماً غريباً يجب محاربته.
ومنذ سن الرابعة، يعيش فينلي على نظام تغذية استثنائي، إذ يعتمد الأطباء على أنبوب يُغذي جسده بالدهون الأساسية والفيتامينات مباشرة عبر الوريد إلى القلب، في إجراء وصفته والدته بأنه "أنقذ حياته". وبالإضافة إلى ذلك، يُزوَّد بالكربوهيدرات والبروتينات والمعادن عبر أنبوب في المعدة، مرتين أسبوعياً، في جلسات تستغرق ست ساعات.
ورغم محاولات الأطباء المتكررة لإدخال الدهون تدريجياً إلى جهازه الهضمي، إلا أن كل تجربة تنتهي بانتكاسات صحية خطيرة. ولم يتمكن الأطباء حتى الآن من تشخيص الحالة بدقة أو تصنيفها، ما دفع فينلي إلى إطلاق اسم ساخر عليها: "فينلي-إيتس".
ويؤكد أطباء مختصون أن ما يعانيه الطفل ليس حساسية تقليدية ولا مرضاً معروفاً، بل استجابة مناعية غريبة ونادرة. وتعود بدايات القصة إلى الأشهر الأولى من حياته، حين لم يتمكن من تحمل حليب الأم أو التركيبات الخاصة، وبدأ يعاني من فقدان سريع للوزن وظهور دم في أمعائه.
ورغم ضبابية المستقبل، تتلقى والدته تدريبات خاصة لتمكينها من تنفيذ بعض خطوات العلاج في المنزل، ما قد يمنحه استقلالية أكبر وجودة حياة أفضل. وعن أملها في المستقبل، قالت: "طالما فينلي سعيد وبصحة جيدة، فنحن مستعدون لمواجهة هذا التحدي معه، يوماً بيوم".
