أخبارنا المغربية - وكالات
يُحتفل سنوياً في 16 أكتوبر بـ يوم التوعية بصحة العمود الفقري، بهدف رفع الوعي بأهمية الوقاية من آلام الظهر والإعاقات الحركية من خلال تبني عادات صحية مثل الجلوس السليم، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتهيئة بيئة عمل مريحة للجسم.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت مشكلات العمود الفقري من أكثر الاضطرابات شيوعاً، حيث لم تعد مقتصرة على كبار السن أو العمال الذين يؤدون مجهوداً بدنياً شاقاً، بل طالت أيضاً الشباب في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، ممن يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات في أوضاع جلوس غير صحية.
ووفقاً لتقرير موقع NDTV، يقضي معظم الأشخاص ما بين 8 إلى 10 ساعات يومياً في وضعية جلوس ثابتة أمام الحواسيب، ما يؤدي إلى فقدان العمود الفقري لانحنائه الطبيعي. ويزن الرأس البشري نحو 5 إلى 6 كغم، لكن عند الانحناء للأمام يزداد الضغط على الرقبة ليصل إلى 20–25 كغم، الأمر الذي يسبب إجهاداً شديداً في عضلات الرقبة والكتفين وأسفل الظهر.
ويحذر الأطباء من ظاهرة تُعرف باسم “رقبة الهاتف”، الناتجة عن النظر المتكرر إلى الهواتف المحمولة، حيث ينحني المستخدم رقبته عشرات المرات يومياً، مما يسبب ضغطاً متراكماً على الفقرات العنقية. كما يؤدي الجلوس الخاطئ على الأريكة أو السرير مع الحاسوب على الفخذين إلى تراخي الكتفين وتقلص العضلات بمرور الوقت.
ويؤكد الخبراء أن وضعية النوم تؤثر أيضاً على صحة العمود الفقري؛ فالنوم على البطن يسبب التواء الرقبة وانحناء الظهر، بينما الاستلقاء على الظهر أو الجانب مع وسادة تدعم الرقبة بشكل مستقيم يُعد الخيار الأفضل. كما يُنصح بتجنّب المراتب شديدة النعومة التي تفقد العمود الفقري دعمه الطبيعي.
ولتجنب تفاقم المشكلات، يُوصي الأطباء باتباع خطوات بسيطة: رفع شاشة الحاسوب إلى مستوى العين، إبقاء القدمين مسطحتين على الأرض، أخذ فترات راحة كل نصف ساعة للتمدد، حمل الهاتف في مستوى العين، وممارسة تمارين خفيفة للرقبة والظهر يومياً. وتساعد هذه الإجراءات على تحسين الدورة الدموية والحفاظ على مرونة العضلات.
أما في حال استمرار الألم لأكثر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، أو الشعور بخدر أو وخز في الأطراف، أو صعوبة في المشي أو التوازن، فيجب مراجعة أخصائي العمود الفقري فوراً، لأن الإهمال في مثل هذه الحالات قد يؤدي إلى تلف دائم في الأعصاب أو فقرات الظهر.
