أخبارنا المغربية - وكالات
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة ولاية بنسلفانيا أن العادات اليومية التي تُكتسب في الأشهر الأولى من عمر الطفل قد تلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار صحته الجسدية لاحقاً، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالسمنة، ومرض السكري، وأمراض القلب في مراحل متقدمة من الحياة.
واستخدم الباحثون استبيانات شملت 150 امرأة وأطفالهن الرضّع عندما كان عمر الأطفال شهرين وستة أشهر، لقياس أنماط التغذية والنوم والنشاط الحركي. وأظهرت النتائج أن تسع عادات شائعة، بدءًا من عدد مرات الإرضاع وصولاً إلى أنماط النوم واللعب، ارتبطت بزيادة ملحوظة في الوزن عند بلوغ الطفل عمر ستة أشهر فقط.
في جانب النوم، برزت أربع عادات بشكل خاص كمسببات لزيادة الوزن، منها: النوم بعد الساعة الثامنة مساءً، والاستيقاظ المتكرر ليلاً، ووضع الطفل في السرير وهو نائم بالفعل، والنوم في غرفة بها تلفزيون يعمل. وتُضعف هذه العادات جودة النوم وتؤثر على تنظيم الشهية وهرمونات النمو.
أما من ناحية اللعب، فتبين أن الأطفال ذوي الوزن الزائد كانوا أكثر عرضة لأن يكون آباؤهم مشغولين بهواتفهم أو الشاشات أثناء اللعب، مع قلة وقت اللعب الفعلي، خاصة على البطن، وهو تمرين ضروري لتقوية عضلات الرقبة والصدر والبطن في هذه المرحلة الحرجة.
ولفتت الدراسة إلى أن بعض الأسر تستخدم زجاجات رضاعة كبيرة جداً أو تطعم الرضّع مرات متكررة ليلاً، ما يؤدي إلى تجاوز احتياجات الطفل الغذائية، ويعزز اكتساب الوزن بسرعة خلال فترة النمو المبكرة.
وأكد الباحثون أن هذه الزيادة المبكرة في الوزن قد تبطئ من عملية الأيض (التمثيل الغذائي)، ما يزيد من الشهية، ويجعل فقدان الوزن لاحقاً أكثر صعوبة. وقالت الباحثة ينغينغ ما: "بمجرد بلوغ الطفل شهرين فقط، يمكننا بالفعل رصد أنماط من السلوك قد تُحدد مسار نموه. هذا يؤكد أهمية التدخل الوقائي في وقت مبكر جداً".
