أخبارنا المغربية - وكالات
تُستخدم الشموع المعطّرة في كثير من المنازل كوسيلة لتحسين المزاج، وإضفاء أجواء دافئة ومريحة، وحتى كأداة للعلاج بالرائحة أو التركيز خلال العمل من المنزل. ومع أنها تُعتبر خيارًا شائعًا للهدايا، إلا أن ما ينبعث منها أثناء الاحتراق قد لا يكون بالسلامة التي يعتقدها كثيرون.
فالشموع المصنوعة من شمع البارافين تحديدًا تُطلق عند احتراقها مواد كيميائية مثل البنزين والتولوين، وهي مركبات مصنّفة ضمن ملوثات الهواء الداخلي وفق منظمة الصحة العالمية، وقد تكون مهيّجة للجهاز التنفسي. هذا ما أوضحه الدكتور فيكاس موريا، رئيس قسم الأمراض الصدرية في مستشفى فورتيس، مشيرًا إلى أن خيارات مثل شمع الصويا وشمع العسل توفر احتراقًا أنظف وأقل ضررًا.
ورغم عدم وجود تصنيف رسمي من منظمات صحية كبرى يعتبر الشموع المعطّرة خطرًا مباشرًا، فإن الدراسات تشير إلى أن استخدامها، خاصة في أماكن مغلقة أو سيئة التهوية، يؤدي إلى إطلاق جسيمات دقيقة ومركبات عضوية متطايرة قادرة على التغلغل بعمق في الرئتين. وهذا يمثل خطرًا خاصًا للمصابين بالربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
وتحذر مؤسسة الرئة الأوروبية ووكالة حماية البيئة الأمريكية من أن التعرّض المتكرر لهذه الجسيمات قد يؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية، أو تفاقم حالات صحية موجودة مسبقًا. ويُعتبر الأمر أكثر خطورة في البيوت ذات التهوية الضعيفة، حيث ترتفع مستويات التلوث بسرعة، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
ومع أن بعض المستخدمين لا يشعرون بتأثيرات فورية، إلا أن أطباء الجهاز التنفسي يوصون بالحد من استخدام الشموع منخفضة الجودة، واختيار الأنواع الطبيعية أو غير المعطرة، مع التأكيد على أهمية التهوية الجيدة، وترك النوافذ مفتوحة خلال أو بعد الاستخدام لتقليل تركيز الملوثات.
