أخبارنا المغربية - وكالات
شهد عام 2025 تحوّلاً لافتاً في مفهوم الصحة والعافية، حيث تجاوزت القيمة السوقية لهذا القطاع عالمياً تريليوني دولار، مدفوعة بتفضيلات جيل زد الذي لم يعد يرضى بمنتجات عامة أو وعود غير مثبتة. فقد طالب المستهلكون بنتائج ملموسة قابلة للقياس، مثل تحسين جودة النوم، وخفض مؤشرات التوتر، وتمديد متوسط العمر الصحي، ما غيّر وجه السوق بالكامل.
وفي ظل هذا التحول، تراجعت وتيرة نمو مستحضرات التجميل إلى نحو 4.5% فقط، حسب تقرير "لوريال"، بينما ينمو قطاع العافية بمعدل يتجاوز 10% سنوياً. ويُعزى هذا الفارق إلى تبدل أولويات المستهلكين، حيث باتت المنتجات المدعومة سريرياً والمخصصة حسب الاحتياجات الفردية تهيمن على قرارات الشراء.
من جهة أخرى، اتجهت الرعاية الذاتية نحو مفهوم "التدليل الصحي"، إذ كشفت دراسات أن 88% من المستهلكين يشعرون بتحسن صحي مباشر من روتين العناية الشخصية. وهذا أدى إلى انتشار منتجات فاخرة تجمع بين الاسترخاء والعلاج، في وقت زاد فيه الضغط النفسي والإرهاق اليومي.
وفي ظل تصاعد وعي الناس بالتفرد البيولوجي، برزت التغذية الوظيفية كأحد الاتجاهات الأسرع نمواً. إذ أصبح المتسوقون يبحثون عن أطعمة تناسب احتياجاتهم الشخصية، مثل تحسين التمثيل الغذائي أو دعم صحة الأمعاء، مع ازدهار تقنيات تحليل الحمض النووي والاختبارات الجينية.
في الوقت نفسه، توسعت الصحة النفسية الرقمية، إذ لم يعد الهدف مجرد الشعور بالراحة، بل تحقيق تحسن قابل للقياس. وقد أثبتت تطبيقات معتمدة طبياً نجاحها في خفض أعراض القلق والاكتئاب من خلال تقنيات مثل العلاج المعرفي السلوكي، بينما أصبحت اللياقة المنزلية والركن الصحي في المنزل جزءاً لا يتجزأ من نمط الحياة العصري.
وبينما يتجه العالم نحو مستقبل يركّز على جودة الحياة بدلاً من مجرد إطالة العمر، يتصدر الشباب هذه الموجة الصحية الجديدة، مطالبين بمنتجات ذكية، مخصصة، ومدعومة علمياً، تعكس هويتهم وتواكب واقعهم.
