الدورة الدموية تؤثر على فعالية النشاط الجنسي للرجل

نفت دراسة علمية أميركية تتعلق بشؤون الشيخوخة نشرت مؤخرا الاعتقاد السائد بان القدرة الجنسية لدى الرجل تنخفض في سن الـ 45 وتعتبر أول انذار لبداية الشيخوخة. قد تبدأ مرحلة الشيخوخة الجنسية لدى بعض الرجال في سن الـ 45 إلا انه من الشائع ان يبقى النشاط الجنسي في أعلى مستوياته حتى سن الـ 65 أو الـ 70 على سبيل المثال، وبعدها يمكنه ان يسجل نشاط جنسي مضطرد يدوم طوال العمر.

ومما لا شك فان العوامل الجسمانية والنفسية تقف وراء استمرار النشاط الجنسي للرجل ، فأي صدمة عصبية عاطفية قد تحدث تغيرا في أسلوب الحياة أو في النظام الغذائي المعتاد.

وتضيف الدراسة، نحن نعلم ان النطف المنوية انما يصنعها الجسم ولكن بعض الاخصائيين يقولون ان لكل ذكر تضعه أمه ما يمكن ان يسمى " رصيدا جنسيا" اي ان لكل رجل عددا محددا من الأفعال الجنسية يزاولها، ما ان يبددها او ينفقها حتى يترتب عليه الانحسار الى" التقاعد" . وقد تصل عدد الاتصالات الجنسية للرجل طوال حياته حتى الـ 7000 أو أكثر.

الا ان العلم تمكن اليوم من التأثير على نشاط الغدد الكظرية، اذ تبين في إحصائيات دولية بان 40 في المئة من حالات العجز عند الرجال انما تعود الى انخفاض في نشاط الغدة، فهي المفجر للميكانيكية الجنسية لانها تفرز مقدارا من الهرمونات الذكرية يزيد مرتين على ما تفرزه الغدد الجنسية الخالصة ذاتها وتلعب دورا مهما في توجيه الرسائل الى الدماغ، حتى ان بعض الاطباء ينصحون بتناول حبة من الاسبرين لانه يعتبر محرضا لهذه الغدة التي لا يمكن الحياة من دونها.

لكن الدراسة الأميركية هنا لفتت النظر الى نتيجة تجارب مهمة أجراها أطباء أميركيون على مائة وخمسين رجلا في سن الخمسين يشكون من اضطرابات في دورتهم الدموية او الدوالي او البواسير أو آلام في الفخذين، وبعد ان تمت معالجة دورتهم الدموية لكي تعمل بشكل منتظم ونشيط كانت النتيجة جيدة جدا، فالذين كانوا مصابين بالأمراض تغلبوا عليها تماما.

وعليه فان الدورة الدموية تلعب أيضا دورا في تنشيط الرجل جنسيا، فالدم لدى الراشد لا يشكل أكثر من 6 الى 8 في المئة من الوزن الكامل لجسمه اي من 5 الى 7 كلغ، والأعضاء تخوض مباريات حقيقية لكي تحتكر هذا السائل، ولكن الطبيعة سلحت الجهاز الجنسي بميزات نادرة، فان اقل هياج او اثارة تجعل الدماء تتدفق نحو الاعضاء التناسلية تمهيدا للعمل، وفي حال الإثارة الجنسية يكون ضغط الدم في هذه الأعضاء أكثر منه في الشريان الذراعي الذي يرى الطب الكلاسيكي انه الشريان الأعظم ضغطا.

اذا، الدورة الدموية الناشطة تنعكس إيجابا على الفعالية الجنسية ولكن مثل أي عضو في الجسم فانها تتعرض تحت الضغط الشديد اكثر من سواها للاضطراب مهما كان ضئيلا، لذا فان أي اضطراب للدورة الدموية مهما تضاءل ومهما تجاهله الرجل نفسه يمكن ان يؤدي الى اضطرابات الفعالية الجنسية.