أخبارنا المغربية - وكالات
في عام 1938، وبين جدران مطبخ نُزُل "تول هاوس" المتواضع، أطلقت روث ويكفيلد، أخصائية التغذية والطاهية الموهوبة، شرارة واحدة غيّرت عالم الحلويات إلى الأبد. لم تكن تنوي اختراع شيء، ولم تسعَ خلف شهرة أو براءة اختراع، لكنها كانت تملك شيئاً نادراً: الحدس والشجاعة لتجربة غير المألوف.
عندما نفدت الشوكولاتة الخاصة بالخبز قبل وصول الضيوف، لجأت روث إلى كسر لوح شوكولاتة "شبه حلوة" إلى قطع صغيرة وخلطتها بعجين الكعك، متوقعة أن تذوب أثناء الخبز. لكن الفرن خبز العجين دون أن تذيب الحرارة تلك القطع، لتخرج من الفرن كعكات ذهبية بنقاط من الشوكولاتة السائلة.
ما اعتقدته روث "فشلاً" أصبح لاحقاً أسطورة في عالم المخبوزات. ضيوف النُزُل أُعجبوا بها بشدة، وسرعان ما انتشرت الوصفة في كل منزل أمريكي.
من نُزُل ريفي إلى عبوات "نستله"
تحولت الكعكة الجديدة إلى ظاهرة، وسرعان ما دخلت شركة "نستله" على الخط. عقدت اتفاقية مع روث ويكفيلد لطباعة وصفتها على عبوات الشوكولاتة مقابل تزويدها مدى الحياة بقطع الشوكولاتة مجاناً. وهكذا، وُلدت كعكة "تول هاوس كوكي" التي أصبحت أساس قسم المخبوزات الحديث.
امرأة غيّرت العالم دون أن تقصد
رغم الانتشار العالمي للوصفة، ظل اسم روث مغيباً عن قوائم "الروّاد" والمخترعين. لكنها أثبتت أن الابتكار لا يأتي دائماً من المعامل، بل أحياناً من مطبخ صغير وحس إبداعي كبير. ما فعلته لم يكن مجرد طهي كعكة، بل إعادة تعريف "الفشل" كفرصة للخلق.
