أخبارنا المغربية- عبد الإله بوسحابة
في خضم التغطية الواسعة التي تحظى بها بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم التي تحتضنها المملكة المغربية، برز بشكل لافت اسم صانع المحتوى السعودي "خالد العليان" بين زملائه من المؤثرين العرب والأجانب، بعد نجح في نقل مشاهد حقيقية ومشرقة عن المغرب وشعبه، بعيدًا عن الصور النمطية أو السطحية التي أضحت مستهلكة.
منذ وصوله، حرص "العليان" على زيارة العديد من المدن المغربية، سواء تلك التي تستضيف فعاليات بطولة أمم إفريقيا مثل الرباط، الدار البيضاء وفاس، أو غيرها المعروفة بمناظرها الخلابة، أبرزها مدينة إفران. وقد قام بنقل مشاهد يومية تعكس الحياة الثقافية في المغرب، بما في ذلك الأسواق التقليدية، الثقافة الشعبية، والفنون المحلية، لتقديم صورة متكاملة عن التنوع الحضاري والثقافي للمملكة.
لكن ما جعل محتواه استثنائيًا هو تفاعله المباشر مع المواطنين، وخاصة الأطفال والفئات الشعبية، حيث استطاع من خلال لقاءاته العفوية أن ينقل طيبة الناس وكرمهم بطريقة جذبت المشاهدين من جميع أنحاء العالم العربي.
ومن أبرز هذه اللحظات، اللقاء الرائع مع الطفل الصغير "يوسف"، المعروف بلقب "بينينة"، من حي المسيرة بالرباط، والذي برغم حداثة سنه، أبدى عفوية رائعة وسلوكًا يحكي عن تربية عالية، بعد أن دلّ "العليان" على الطريق المؤدي إلى المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، مودعًا عفوية الأطفال وبراءتهم.
هذا التصرف لم يكن مجرد فعل عفوي، بل أعاد إلى الأذهان قيمًا اجتماعية رفيعة، وأدهش "العليان" نفسه، الذي عبّر عن إعجابه الشديد بأدب الطفل وطيبته، معتبرًا أن ما شاهده ولمسه من "يوسف" يعكس تربية أصيلة وروحًا سامية في المجتمع المغربي.
ولم يكتفِ "العليان" بنقل هذه اللحظة، بل قام بمكافأة "يوسف" على سلوكه الجميل، مقدمًا له أحدث نسخة من هاتف iPhone 17، بالإضافة إلى كرة وملابس رياضية، ودعاه رفقة والده وشقيقته الصغرى لمتابعة إحدى مباريات المنتخب المغربي من الملعب مباشرة، في لفتة إنسانية أثارت إعجابًا واسعًا وأشاد بها الجمهور المغربي والعربي على حد سواء.
لقد حققت فيديوهات ومشاهد "العليان" من المغرب أرقامًا قياسية على منصات التواصل الاجتماعي، ليس فقط من حيث المشاهدات، بل أيضًا من حيث التفاعل والمشاركة، حيث نال محتواه إشادة كبيرة بجودة التصوير، أسلوب السرد، والعفوية التي ميزته عن غيره من التغطيات التقليدية. وكان تأثيره واضحًا على الصعيد السياحي، حيث أظهر المغرب كوجهة غنية بالثقافة والفنون والحياة اليومية، بعيدًا عن الصورة الرسمية، ما جعل محتواه أكثر مصداقية وجاذبية لدى الجمهور.
إن تجربة خالد العليان في المغرب، وتفاعله مع المواطنين وخاصة الطفل يوسف، تقدم نموذجًا متكاملًا لكيفية استخدام صانع المحتوى الرقمي لمنصاته ليس فقط للترويج السياحي والإعلامي، بل أيضًا لتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية، ونقل صورة حقيقية عن المجتمع المغربي وثقافته وتربيته العالية.
هذه التجربة لم تجعل "العليان" محبوبًا لدى المغاربة فقط، بل حولته إلى سفير رقمي يعكس جمال المملكة وروح شعبها، ويترك أثرًا إيجابيًا طويل المدى في قلوب الجمهور العربي والدولي.
