عسيلة أو غرير العسل.. الحيوان الذي وجد نفسه متصدرا لـ "التراند" المغربي دون سابق إنذار
أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
في أحدث الظواهر التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب، أصبح غرير العسل، المعروف علميا باسم Mellivora capensis، محور اهتمام المغاربة ومصدر إلهام لموجة من الفيديوهات و"الميمات" التي تعكس مواقف الحياة اليومية بطريقة كوميدية.
وأثار هذا الحيوان الصغير الذي لا يعرف الخوف إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بقدرته الفائقة على مواجهة المخاطر، من مقاتلة الثعابين إلى التحدي الجريء للحيوانات المفترسة الأكبر حجما كالأسود والنمور و الذئاب..، في مشاهد تم تداولها على نطاق واسع وأضفت على حسابات التواصل الاجتماعي طابعا من المرح والدهشة.
وحمل هذا البطل الصغير لقبا مستعارا بالدارجة المغربية، إذ أصبح يعرف باسم «عسيلة»، في إشارة مرحة إلى العسل الذي يعشقه، وهي التسمية التي أضفت بعدا ثقافيا على الظاهرة، إذ رأى المغاربة في هذا الحيوان رمزا للشجاعة والصمود أمام المخاطر، وهو ما جعل "الميمات" والفيديوهات المنتشرة تعكس مواقفهم اليومية بطريقة فكاهية وفلسفية في آن واحد.
ولاقت هذه الظاهرة صدى واسعا على صفحات الفيسبوك والانستغرام، حيث تداول المستخدمون المقاطع المصورة والتعليقات المبتكرة، ما حول غرير العسل إلى أيقونة رقمية تثير الإعجاب والضحك في آن واحد، إذ لا يمر اليوم دون أن يصادف متصفح مواقع التواصل الاجتماعي صورة أو فيديو لـ"عسيلة" في موقف أيقوني.
ويمتاز غرير العسل كما يؤكد العلماء بجلد سميك وفكوك قوية، وقدرة مذهلة على الصمود أمام سموم الثعابين وغزو خلايا النحل بحثا عن العسل، بل وحتى مواجهة الضباع بمفرده، وهي السمات الطبيعية التي زادت من شعبيته بين المغاربة، حيث أصبح مثالا على الجرأة والقدرة على التغلب على الصعاب بطريقة لا تخلو من الطرافة، وهو ما يعكس روح المغاربة في التعامل مع تحديات الحياة اليومية.
ولم يعد غرير العسل مجرد حيوان بري يكاد أن يكون مجهولا بالنسبة للعديدين، بل تحول إلى رمز رقمي وترند شعبي يعكس الذكاء والفكاهة والصمود، مؤكدا قدرة وسائل التواصل الاجتماعي على تحويل الأحداث الطبيعية إلى ظواهر ثقافية متكاملة، تنقل البهجة وتثير الانتباه على نطاق واسع.

محمد
تحفض
اتحفض على هذه الصورة ؟!! ربما لها قصد معين