اعتقال أربعة أشخاص بعد كشف تعذيب مروّع لفتاة مراهقة وحرمانها من الطعام لسنوات

اعتقلت الشرطة الأمريكية أربعة أشخاص على خلفية اتهامات صادمة تتعلق بتعذيب فتاة مراهقة تبلغ من العمر 14 عاماً، بعد أن عُثر عليها في حالة هزال شديد داخل منزل عائلتها، حيث بلغ وزنها 16 كيلوغراماً فقط نتيجة التجويع والحبس الطويل في ظروف غير إنسانية.

وبحسب ما نقلته دايلي ميل، فقد تم تقييد حرية الفتاة داخل غرفتها ومراقبتها عبر كاميرات على مدار عامين على الأقل، قبل أن تُنقل إلى المستشفى في حالة شبه غيبوبة. وأبلغت الفتاة الطاقم الطبي أن آخر مرة غادرت فيها المنزل كانت بين سن العاشرة والثانية عشرة.

ووجّهت السلطات تهم الإهمال المزمن للطفلة إلى والدها والتر جودمان (47 عاماً)، وزوجته ميليسا (50 عاماً)، وابنته من علاقة سابقة سافانا ليفيفر (29 عاماً)، وصديقتها كايلا ستمير (27 عاماً)، وجميعهم يقيمون في مجمّع سكني بمدينة أونيدا. وتم اعتقالهم بعد وصول الشرطة إلى المنزل في 21 أغسطس إثر بلاغ من والد الفتاة ادعى فيه أن ابنته لا تأكل منذ أيام.

وكشف محضر الشرطة عن تفاصيل مروّعة، إذ لاحظ الضباط بروز عظام الفتاة بشكل واضح وظهورها كما لو كانت طفلة صغيرة. وتبيّن أنها لم تزر طبيباً منذ عام 2020، ولم تلتحق بالمدرسة منذ بدء جائحة كورونا، بعدما ادعى والدها أنها تتلقى تعليماً منزلياً.

وأظهرت رسائل نصية بين المتهمين أن الفتاة كانت تتعرض للضرب والتجويع المتعمّد، إذ اشتكى أفراد الأسرة من تناولها "لقمات كثيرة"، وأشارت إحدى الرسائل إلى استخدام الحزام لمعاقبتها. كما جرى تقييد خروجها من الغرفة، ومنعها من الأكل، وإجبارها على النوم على الأرض بعد إزالة فراشها.

وأفاد الأطباء بأن الفتاة كانت تعاني من سوء تغذية حاد، تقرحات، كدمات، وفشل في عدة أعضاء، بينها القلب والكبد والبنكرياس، إضافة إلى اضطرابات خطيرة في الكهارل. وتم تغذيتها عبر أنبوب حتى بدأت تظهر عليها بوادر التحسن.

وتمكنت الفتاة بعد أسبوع من التواصل كتابةً، وعبّرت عن جوعها وخوفها الدائم من رد فعل والدها عند تناول الطعام. وعندما أُخبرت بأنها ستحصل على ثلاث وجبات يومياً، أظهرت حماساً كبيراً وبدأت تطلب أطعمة مختلفة، بينها الخضروات والحلويات.

وأكدت المدعية العامة المساعدة، جولي دوكين، أن الفتاة غادرت المستشفى بعد تحسن حالتها وبدء زيادة وزنها تدريجياً، فيما يُنتظر أن يمثل المتهمون الأربعة أمام المحكمة خلال الأسابيع المقبلة، وقد بدأت أولى جلسات محاكمة ميليسا في 13 نوفمبر.