التقارب المغربي الكيني يثير ترقب البوليساريو والجزائر.. محلل ل"أخبارنا": الزيارة المرتقبة للرئيس روتو قد تحمل مواقف حاسمة

أخبارنا المغربية - بدر هيكل
كشفت صحيفة أفريكا إنتلجنس عن أول زيارة رسمية مرتقبة للرئيس الكيني إلى المغرب، والمتوقع أن تتم بعد مارس المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن مسألة الزيارة كانت من بين القضايا التي ناقشها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الكيني موساليا مودافادي خلال الدورة الـ46 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في إثيوبيا. وهو ما يؤكد أن العلاقات المغربية الكينية تشهد تطورًا ملحوظًا منذ تولي الرئيس الكيني ويليام روتو الحكم في 2022، انعكس في سلسلة من الخطوات الدبلوماسية والاقتصادية.
وفي تصريح لـ أخبارنا المغربية، أكد عبد الكريم الشعيري، الباحث في العلاقات الدولية، أن العلاقات المغربية الكينية شهدت تحسنًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة بعد فترة من الفتور الدبلوماسي، حيث عمل البلدان على تعزيز تعاونهما في مختلف المجالات، وعلى رأسها الاقتصاد، إذ يسعى المغرب إلى تعزيز حضوره في شرق إفريقيا، فيما تستفيد كينيا من الخبرات المغربية في قطاعات مثل الفلاحة، الطاقات المتجددة، والبنيات التحتية.
أما على الصعيد السياسي، فيرى المصدر ذاته أن العلاقات بين البلدين شهدت دفعة قوية مع إعادة كينيا النظر في موقفها من قضية الصحراء المغربية، حيث أبدت في مناسبات عدة دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب. كما ساهمت الزيارات الدبلوماسية المتبادلة في رفع مستوى التنسيق بين الرباط ونيروبي، مما عزز الثقة بين الجانبين وفتح آفاقًا جديدة للتعاون في القضايا الإقليمية والدولية.
وأضاف المتحدث أن افتتاح السفارة الكينية في الرباط شكل خطوة دبلوماسية بارزة تُعزز التقارب بين البلدين، حيث تم تعيين جيسيكا موتوني جاكينيا سفيرة لكينيا في العاصمة المغربية في غشت الماضي. ويعد هذا التعيين ثمرة لزيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى نيروبي، حيث مثل الملك محمد السادس في قمة إفريقية حول الفلاحة. ويُتوقع أن تساهم الزيارة المرتقبة للرئيس الكيني في تعزيز هذا التوجه، وربما تصدر خلالها مواقف رسمية تنفي المزاعم التي تروجها وسائل إعلام البوليساريو بشأن دعم كينيا لها، وعلى رأسها وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للجبهة.
وتجمع بين المغرب وكينيا مجموعة من الاتفاقيات، أبرزها تلك المتعلقة بتبادل الخبرات في مجال التعليم العالي، حيث يستقبل المغرب طلابًا كينيين، إلى جانب تعزيز المبادلات التجارية والثقافية والفنية. كما يشكل التعاون الأمني أحد الركائز المهمة في العلاقات الثنائية، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والتحديات الأمنية المشتركة، مما يفتح المجال لمزيد من التنسيق والتعاون المستقبلي بين البلدين.