ضحية "عملية نشل" مراكش الخطيرة تحكي بتفصيل ما وقع لها وتتحدث عن المغاربة بطريقة مفاجئة

ضحية "عملية نشل" مراكش الخطيرة تحكي بتفصيل ما وقع لها وتتحدث عن المغاربة بطريقة مفاجئة

أخبارنا المغربية- محمد اسليم

اهتزت مدينة مراكش ومعها الرأي العام المغربي والدولي على وقع حادث نشل خطير تعرّضت له الكاتبة الإيطالية المعروفة نيكوليتا بورتولوتي، خلال زيارتها السياحية أواخر نونبر الماضي، في واقعة تحولت إلى قضية رأي عام بعد انتشار فيديو يوثق لحظة الاعتداء، وما خلفه من إصابة بليغة أفقدت الضحية وعيها وسط الأزقة التاريخية القريبة من ساحة جامع الفناء.

الكاتبة، التي جاءت لقضاء أربعة أيام رفقة زوجها وعائلتها، روت في تدوينة مطولة اطلعت عليها “أخبارنا المغربية” تفاصيل صادمة عن اللحظات العنيفة التي عاشتها، بعدما باغتها شابان ملثمان على متن دراجة نارية وقاما بخطف حقيبتها اليدوية، قبل أن ترتطم بقوة بالأرض المرصوفة بالحجارة، ما تسبب لها في جرح غائر بالرأس بعمق 3 سنتمترات وارتجاج دماغي خطير.

ورغم فظاعة المشهد، فقد توقفت “نيكو” طويلاً عند “الوجه الآخر للمغرب”، كما سمّته، بعد الهبة الإنسانية التي أحاطها بها السكان، من تجار الحي، وأصحاب المحلات، وسائقي سيارات الأجرة، بل وحتى مشرّد تقدّم لمساعدتها، قبل نقلها إلى الرياض ثم إلى إحدى المصحات التي تلقت فيها الإسعافات الضرورية على يد طاقم طبي وصفته بـ“المتعاطف واللطيف”.

وتحدثت بورتولوتي عن تعاطف مؤثر من المواطنين الذين اعتذروا لها رغم عدم مسؤوليتهم عن الحادث، مؤكدة أن عشرات الأشخاص عبروا لها عن أسفهم لما وقع، وعرض بعضهم استقبالها في منازلهم، وهو ما جعلها تشيد بـ“تسامح المغاربة وحسن ضيافتهم”، معتبرة أن ما وقع “حادث معزول لا يمثل مراكش ولا أهلها”.

الضحية وجدت نفسها أيضاً أمام معاناة إدارية بعد سرقة كل وثائقها التعريفية، وعلى رأسها جواز السفر، ما اضطرها إلى تأجيل مغادرتها والانتقال إلى القنصلية الإيطالية بالدار البيضاء لإتمام الإجراءات القنصلية الضرورية.

بورتولوتي أكدت في ختام تدوينتها أن السلطات الأمنية تمكنت من توقيف المشتبه فيهما، مرجحة أن يواجه الشابان “عقوبات قاسية” لكنها عبّرت، بإنسانيتها المعهودة، عن أملها في أن تكون “عادلة وغير مدمّرة لمستقبلهما”، في إشارة إلى مسؤوليتهما عن فعل خطير لا يعكس صورة المجتمع المغربي الذي وصفته بـ“المتوازن والمتسامح”.

ورغم أن الواقعة أعادت فتح النقاش حول ظاهرة النشل بالمدن السياحية، إلا أنّ التضامن الشعبي والسلوك الإنساني الذي كشفت عنه تدوينة الكاتبة الإيطالية، شكّل برأي كثيرين رسالة واضحة للعالم: الاعتداء فعل فردي… لكن قيم المغاربة أقوى من كل انزلاق معزول.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات