رغم أمطار محدودة.. شوارع تطوان تغرق وتكشف هشاشة البنية التحتية (فيديو)
أخبارنا المغربية-مريم الناجي
شهدت مدينة تطوان، خلال الساعات الماضية من صباح اليوم السبت، تجمعات مائية مفاجئة في عدد من الشوارع والأزقة، رغم الكميات المحدودة من التساقطات المطرية. وقد تسبب هذا الوضع في ارتباك حركة السير وتعذر تنقل الراجلين، خصوصًا في النقاط المعروفة تاريخيًا بتعرضها للغرق مع أولى القطرات.
وأفادت مصادر “أخبارنا” أن الأمطار، التي لم تدم طويلاً، كانت كافية لكشف الأعطاب البنيوية في شبكة تصريف مياه الأمطار، حيث امتلأت البالوعات بسرعة أو انسدت بفعل الأتربة والنفايات، ما أدى إلى فيضان المياه وتحول بعض الطرق إلى برك مائية أربكت حياة السكان اليومية.
وعبر عدد من المواطنين عن استيائهم من تكرار هذا السيناريو مع كل تساقط مطري مهما كان ضعيفًا، معتبرين أن الوضع لم يعد مقبولًا في مدينة يفترض أنها استفادت من مشاريع كبرى لتأهيل بنيتها التحتية. وطالب المتضررون بتدخلات استباقية تشمل تنظيف قنوات الصرف وصيانة الشبكات المائية، بدل الاكتفاء بإصلاحات ظرفية بعد وقوع الضرر، فيما وصفوه بـ"المعاناة الموسمية المزمنة".
وفي المقابل، باشرت المصالح الجماعية، إلى جانب عناصر الوقاية المدنية وعمال النظافة والإنعاش الوطني، تدخلات ميدانية شملت تصريف المياه الراكدة وفتح المنافذ المسدودة، في انتظار تقييم شامل للوضع واتخاذ إجراءات دائمة تحد من تكرار هذه المشاهد.
ويأتي هذا الوضع، حسب متتبعين للشأن المحلي، رغم المشاريع الكبرى لحماية أحياء "الحمامة البيضاء" من الفيضانات، والتي أطلقت أشغالها منذ دجنبر 2024، بهدف مواجهة مخاطر السيول وحماية الأرواح والممتلكات، خصوصًا في “النقاط السوداء” التي تعاني الغرق مع كل تساقط مطري. وقدرت التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع بـ133 مليون درهم؛ حيث تشرف وكالة الحوض المائي اللوكوس، بشراكة مع مديرية التجهيزات المائية، على المشروع الأول بكلفة 66 مليون درهم، فيما يتولى المشروع الثاني شركة “أمانديس” بكلفة 33 مليون درهم، أما المشروع الثالث فبلغت كلفته 34 مليون درهم.
ويعيد تكرار مشاهد الغرق، رغم هذه الاستثمارات الضخمة، النقاش بقوة حول نجاعة التدبير واحترام آجال الإنجاز، ومدى التنسيق بين مختلف المتدخلين، فضلًا عن ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة، خاصة في ظل التحولات المناخية التي تجعل فترات المطر القصيرة أكثر كثافة وتأثيرًا، وتضع المدن أمام اختبار حقيقي لقدرتها على الصمود والتخطيط الاستباقي.

تطوان
صح
لعكر فوق الخنونة .... خدمة بلبلوطي كل شيئ مغشوش و مسروق دعيناكم لله الواحد الاحد