المغرب يواصل اعتقال أبرز زعماء المافيا الإيطالية.. ملف أمني معقّد يحرّك إيطاليا
أخبارنا المغربية- العربي المرضي
في تطور أمني لافت، يواصل المغرب توقيف أحد أخطر زعماء المافيا الإيطالية، ويتعلق الأمر بباتريزيو فورنيتي، البالغ من العمر 53 سنة، رفقة زوجته مونيكا مونتينيرو، في إطار تعاون أمني دولي رفيع المستوى لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وحسب معطيات متطابقة، فإن فورنيتي يُعد من أبرز قادة المافيا في منطقة “لاتينا” الإيطالية، ويشتبه في قيادته لتنظيم إجرامي يحمل اسمه، متورط في قضايا ثقيلة تشمل الاتجار الدولي في المخدرات، وتمويل شبكات إجرامية، وفرض النفوذ باستعمال العنف والترهيب، ما جعله هدفاً مباشراً للأجهزة الأمنية الإيطالية منذ سنوات.
وجرى توقيف المعنيين بالأمر بمدينة الدار البيضاء، بناءً على مذكرة توقيف دولية صادرة عن السلطات الإيطالية في يوليوز 2024، وذلك عقب عملية أمنية دقيقة نُفذت بتنسيق مباشر بين المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الإيطالية، وبدعم من وحدات متخصصة في التعاون الشرطي الدولي، إلى جانب خبير أمني تابع للسفارة الإيطالية بالرباط.
غير أن مسطرة تسليم فورنيتي وزوجته إلى إيطاليا لا تزال محاطة بتعقيدات قانونية، خاصة وأن المغرب ليس عضواً في الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن كون المعنيين يخضعان حالياً لمتابعة قضائية أمام المحاكم المغربية، على خلفية تهم تتعلق بحيازة واستعمال وثائق مزورة، إضافة إلى شبهات فساد.
وتؤكد مصادر مطلعة أن القضاء المغربي سيقول كلمته أولاً في الملفات المعروضة أمامه، قبل الحسم في طلب التسليم الذي تضغط من أجله روما بقوة، معتبرة أن القضية تُعد من أخطر ملفات المافيا المطروحة على الساحة الإيطالية خلال السنوات الأخيرة.
ويعكس هذا الملف، مرة أخرى، المكانة المتقدمة التي بات يحتلها المغرب في منظومة التعاون الأمني الدولي، ودوره المحوري في تعقب أخطر المطلوبين دولياً، والتصدي لشبكات الجريمة المنظمة، بما يعزز الثقة الدولية في أجهزته الأمنية والقضائية.
