05/03/2015 21:25:00
محمد فاضل أباحازم
شكلت الانتخابات , دائما , منعطفا هاما و استراتيجيا في مسار تكريس المشاركة السياسية للمواطنين , و مؤشرا حقيقيا عن مستوى نضج تلك الممارسة في أي نظام سياسي .
وهي بهذا الوصف, معيار عن مدى تنزيل النظام الحاكم لمشروعه المجتمعي, على أرضية انخراط أفراده فيه , بنوع من الوعي والانضباط لأدبيات الفعل السياسي . ولعل ذلك ما دفع عديد الأنظمة السياسية , عبر العالم , إلى الحرص أن تحظى إنتخاباتهم بأعلى نسب للمشاركة , لتأكيد مشروعية مشروعها المجتمعي و شرعية مؤسساتها الدستورية المنتخبة .
في المغرب , ظلت الأقاليم الصحراوية متميزة , على عادتها , في نيل أعلى نسب مشاركة في الانتخابات , الجماعية منها و التشريعية , على حد سواء .
وهو امر يستدعي الفخر و الاعتزاز , طبعا , إن كان تعبيرا عن ممارسة ديمقراطية مواطنة , وتجسيدا لتطور الوعي السياسي المفترض استحضاره في مثل هذه المحطات المهمة .
غير أن المتتبع للشأن المحلي بالصحراء , يفاجأ بالبون الشاسع , حد التنافي , بين تلك النسب و طبيعة النخب التي تفرزها , وكذا الخلفية الحقيقية المؤطرة لهذه الممارسة , ما يترك , و بدون شك , أثرا كبيرا على النتائج المحققة على مستوى تدبير الشأن العام , محليا و جهويا ووطنيا .
ولعل ذلك , ما يدفعنا للتساؤل عن طبيعة هذه المفارقة و دلالاتها , وهل تحظى النخب السياسية المبرزة , تبعا لذلك , بالشعبية المترجمة لتلك النسب ؟ وما مدى اعتماد الأحزاب السياسية في تزكيانها , على معايير النضالية و و الكفاءة و القدرة على التدبير , ام أن منطق الحظوة و القبيلة و الرصيد المالي يظل هو الحاسم في المسألة ؟
أسئلة تستمد مشروعية طرحها من تناقضات المشهد السياسي في الصحراء , دون أن تنال حظها من الدراسة و التمحيص , مادام الأمر أكثر تعقيدا مما يتصوره السائل .
فالقبيلة , بدون منازع , مكون أساسي في المجتمع . وهي تجمع بشري تربطه , بالأساس , روابط و أواصر الدم , إلى جانب روابط أخرى . كما أنها تعنى بالسهر على تدبير شؤون أفرادها و تحسين ظروف عيشهم و ضمان التعاون و التكافل و التضامن فيما بينهم , بما لا يتعارض مع احترام باقي المكونات الاجتماعية , وبما لا يخل بالنظام العام و التماسك الاجتماعي .
غير أن انخراط القبيلة, في أقاليمنا الجنوبية, كمكون اجتماعي تعددي فرضيا, في اللعبة السياسية و تلبسها بالأحزاب السياسية, أخل بالمشهد السياسي و أربكه. و أجج , في العديد من الأحيان , صراعات و تصادمات قوية , تعسرت السلطة القائمة في احتوائها و الحد من تداعياتها .
فالقبائل بالصحراء , أضحت أحزابا سياسية بلا وصل قانوني . إذ أن لها من ظروف الاشتغال و القدرة على التاطير و التعبئة ما لا تتمتع به الأحزاب
بفضل يقظة الاستخبارات المغربية.. فرنسا تعتقل معارضا مزعوما للنظام الجزائري كان على وشك تنفيذ مؤامرة خطيرة
عدد التعليقات (0 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟