19/04/2015 11:34:00
ابراهيم أقنسوس
إن مايعبر عنه وزير التربية الوطنية ، بصدد فشل منظومتنا التربوية ،
ليس بالأمر الجديد ، ولا المفاجئ ، كما قد نعتقد . فقد ظل العديد من
الفاعلين التربويين ، لاسيما المرتبطين منهم أكثر بوظيفة التعليم في شقها
المهني ، وأخص بالذكر ، الأساتذة ، ومدراء المؤسسات التربوية ، فقد ظل
جل هؤلاء، يعبرون بطرق مختلفة ، وبأساليب متعددة ، ومنذ السنة الأولى لما
سمي بالمخطط الاستعجالي للإصلاح ، أو بمشروع مدرسة النجاح ، عن وجود
ثغرات منهجية ، ومعرفية ، وتقنية ، ترتبط بفلسفة بيداغوجيا الإدماج ،
وبتداعياتها التقنية ، والأداتية ، وتحول دونها ، ودون النتائج المعبر عنها .
لقد كان من السهولة بمكان ، بل وكان من الضروري أيضا ، التوقف عند شهادات،
وهموم ، وتعابير، العديد من الأطر التربوية و الإدارية ، والعمل على رصدها ،
والانطلاق منها ، أو الاستئناس بها ، على الأقل ، من أجل القيام بعملية تقويم آنية ،
بغرض تدارك أمر احتمال الفشل في بداياته ، واتخاذ الموقف اللازم في الحين ،
إن بالتوقف و تغيير المسار ، أو بالاستمرار المشروط بضمانات حقيقية ، ولكن
يبدو أننا ما زلنا أسيري عقلية بيروقراطية ، تتحول معها مفاهيم محورية ،
كالتشارك ، والحوار ، و التفاعل ، إلى مجرد كلمات تقال على سبيل الترضية ،
وجبر الخواطر ، دون تحقيق الاستفادة المرجوة منها .
ما يعبر عنه وزير التربية الوطنية ، بشكل يصدم البعض ، سبق التعبير عنه قبل
ذلك بسنوات ، من طرف العديد من الأطر التربوية و الإدارية ، ويمكن رصد ذلك
من خلال قراءة مايلي :
ــــ تعبيرات السادة الأساتذة بشأن الإصلاحات المقترحة :
لست أدري لماذا يتم إغفال التعبيرات التلقائية ، و العفوية ، و الملحاحة ، التي
يدلي بها العديد من الأساتذة ، في لقاءاتهم العابرة ، و الرتيبة ، أليسوا هم
المعنيون مباشرة بأية عملية ، ترتبط بأية معالجة ، من أي نوع ، للمسألة
التعليمية ببلادنا . تعبيرات الأساتذة في لقاءاتهم العفوية و التلقائية ــ التعبيرات
الجادة أقصد ــ هي مؤشر دال على مدى تقبلهم ، و تفاعلهم ، وتجاوبهم ، مع
مشروع تربوي ما ، الشيء الذي لا يتم الانتباه إليه ، إلا عرضا ، مما يؤكد وجود
عائق تواصلي حقيقي ، تتجلى عواقبه السلبية باستمرار .
ـــ التعبيرات المعبر عنها في اللقاءات التكوينية :
تميزت عروض جل المؤطرين التربويين ، ومداخلاتهم في اللقاءات التكوينية ،
التي استفاد منها الأساتذة ، بالحرص على تقديم ( المعرفة ) في شكل مفاهيم ،
ومعلومات ، ومنهجيات ، لكنهم في المقابل ، لم يكونوا حريصين ، إلا فيما نذر ،
على إقناع الطرف المتلقي بنجاعة هذه المعرفة ، وقيمتها ، وصلاحيتها ، كان
السيد المؤطر يلقي ما عنده ، والحضور يسجلون المعلومات ، ويتسلمون حزمة
أوراق ، يحملونها معهم في نهاية كل حصة ، ومعها يحملون هموم ملئها وتعبئتها.
لم يكن الكثير من المؤطرين يتحمسون للإجابة عن أسئلة النجاعة ، و المقصدية ،
والغائية ، وحينما يلح عليهم بعض الأساتذة ، يؤكدون أن الأمر يتعلق بمعلومات ،
ومنهجيات ، طلب منهم نقلها و تلقينها . مسألة الإقناع بمحتوى مشاريع الإصلاح ،
لايبدو أنها كانت واردة ، و ملحاحة ، وذات أولوية .
إن الفشل الذي طال و يطول منظومتنا التربوية ، قديم و تاريخي ، نحمله معنا
جميعا ، ونكتوي به كلنا ، وان بدرجات متفاوتة ، سواء امتلكنا الوعي بذلك ،أولم
نمتلكه ، ويبقى الجديد الحقيقي ، والمنتظر من طرف الجميع ، هو الجواب عن السؤال الحارق ، ماالسبيل إلى المخرج ، وبناء على أية رؤية ، ووفق أي منظور.
عدد التعليقات (1 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟