26/04/2015 11:17:00
ابراهيم أقنسوس
في البدء ، وفي المنتهى ، هذا كل ما في الأمر، مواطنان يريدان الزواج، الشأن شأنهما ، إنه أول مايجب أن يتبادر إلى ذهن عاقل ، قبل التفكير في خوض غمار الحديث حول الخاص ، والعام ، وما بينهما من اتصال ، أو انفصال . ما حصل الآن هو أن خبر زواج الوزيرين ، أصبح شأنا عاما، بالصيغة التي أصبح بها ، هذا ما حدث ، كيف حدث ، ولماذا حدث ، أسئلة من هذا القبيل أصبحت الآن متجاوزة .
يبدو لي أن ما جرى ويجري من كلام حول الوزيرين ، المعنيين ، لايخلو من فائدة ، إننا نتعلم الكلام ، ويبدو أن طريقنا إلى التعلم ما زال طويلا ، نحتاج إلى جهود كبيرة من أجل امتلاك منطق في الحديث، وحيازة رصانة في القراءة والتأويل ، ونجاعة في التواصل والتفهم ،إذا أردنا حقا أن نتواجد جميعا ، ونتساكن جميعا ، ويدلي كل بدلوه ، من أجل هذا الوطن .
في هذا السياق ، الذي أريده إيجابيا ، وبصدد حدث الوزيرين ، وما صاحبه من تداعيات ، أحب أن أدلي بالملاحظات التالية :
1 _ بصدد إثارة الموضوع ابتداء : من يتحمل إثارة هذا الموضوع الخاص بداهة ؟ ، لا يتصور أن يكون الوزيران هما من قاما بإشاعة خبر نيتهما الزواج ، هناك إذن من تلصص ، وتجسس ، وأسرع بالخبر إلى العالمين ، هناك من يخلط ما لايخلط ، لغايات تكون في مثل هذه الحالات غير بريئة ، بل وخسيسة . 2 _ بصدد الكيفية التي أثير بها الموضوع : يبدو أن مشكلتنا مع الكيف كبيرة ، بل وعويصة ، إنها ضريبة التخلف الفكري ، والتربوي بامتياز ، قلما نوفق في تقديم القراءة الرصينة ، والهادئة للأحداث والعوارض ، في هذا إدانة قوية للكثير من نخبنا ، السياسية منها ، والإعلامية ، التي لم تكن موفقة في تناول موضوع ، يتقاطع فيه الخاص والعام ، عبارات ، وتأويلات تم اقترافها ،كانت مسيئة لشخص الوزيرين المواطنين، تهم أخلاقية جاهزة تم كيلها لهما ، إنه لأمر مؤسف هذا التدني في الخطاب ، نختلف مع الوزيرين ، نعم ، نقول لهما رأينا فيما أصبح عاما ، من شأنهما ، نعم ، لكن ، ليس هكذا ، وليس بهذا القاموس الضحل ، والمشحون حقدا ، وكراهية ، ورغبة في الإنتقام .
3 _ بصدد الفعل ( الزواج ) موضوع الإثارة : ماذا فعل الوزيران ، هل ارتكبا محظورا شرعيا ، أو قانونيا ، هل خرقا مدونة الأسرة ، التي وضعت للتعدد شروطا ، دون أن تلغيه ، هناك من انبرى يقدم دروسا للوزيرين ، يقول إنها في الحداثة ، وفي التحضر ، ولكن ، من قال إن الحداثة تتنافى مع التعدد ، حين يكون التعدد ، تعددا ، بالمعنى الذي تعرضه المدونة . إن الحداثة كغيرها من الكلمات ، تفقد معناها ، وتتفسخ مضامينها العميقة ، حين تتحول إلى عبارات للاستهلاك المجاني على الطرقات ، لماذا لا يكون عين العقل ، وعقل الحداثة ، هو ذهاب الوزير، وبصحبة زوجه الأولى ، وعائلته ،لخطبة زوجه الثانية ، أليس في هذا قمة الإرتباط ، والإنسجام و المحبة ، ثم وما أدرانا بالأسباب ، ولم السؤال عنها ابتداء . ألسنا نقول ، إن بلادنا بلاد التعدد ، التعدد في الفهم، وفي السلوك ، وفي الإختيارات ، والتعدد في الزواج أحد هذه الإختيارات،علينا أن نتعلم كيف يحترم بعضنا البعض ، الحديث عن التعدد لايخلق التعدد ، التعدد واقع يعاش ، ويحيى بين الناس .
4 _ التعدد الأحادي أو هو التعدد بالمقلوب : منطق غريب يسكن بعض المتحدثين في موضوع العلاقة بين الجنسين ، يرفضون مثلا تعدد الزوجات ، ولو بمنطق المدونة ، وفي المقابل ، وبلا مقدمات منطقية ، ولاأخلاقية، يدافعون عما يسمونه الحق في الجنس خارج مؤسسة الزواج، ومنه الحق في تعدد الخليلات ، والخلان ، ثم الحق في الإجهاض، وبإطلاق ، بمعنى الحق في قتل النفس ، وكل هذا ينادى به ، باسم الحرية والحداثة مرة أخرى ، من حقنا أن تكون لنا آراء ، ندافع عنها ، لكن ، دون أن نفرضها على الآخرين ، هكذا نتعدد فعلا ،
نعم ، هي حياتهما الخاصة ، وفيها بعض العام ، بما هما شخصيتان عموميتان ، ولكن ، بأي منطق ، وأسلوب ، ونظر ، يجوز الحديث،ويصح ، ويستقيم ، هذا هو السؤال .
بالفيديو.. حادث وفاة "الحاج الذهبي" في مسلسل "جنين" يرفع أسهم الكوميدي "يسار" في بورصة "الدراما" المغربية
بعد بلوغه "النهائي".. "أولحاج" يعول على "المغاربة" للفوز بمسابقة "عربية" ينظمها الإعلامي الشهير "أيمن جادة"
عدد التعليقات (0 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟