02/09/2015 15:11:00
الصادق بنعلال
في لحظة بالغة الحرارة من مسار الحملة الانتخابية الجماعية و الجهوية ، التي سيشهدها المغرب قريبا ، تعالت أصوات تنتقد مقاطعة أو مشاركة بعض الهيئات السياسية في هذا الاستحقاق بالغ الأهمية في مسيرة تجربة الربيع المغربي ! و على الرغم من إيماننا المطلق بحرية التعبير و الرأي ، و يقيننا الثابت بضرورة احترام المواقف التي يتبناها الفاعلون السياسيون عن قناعة و استقلالية ، فإننا لا نخفي استغرابنا و اندهاشنا من التدخل السافر في شؤون الأحزاب التي تبنت عن طواعية مواقف سياسية مخصوصة . و لقد نالت فيدرالية اليسار الديمقراطي الحصة الكبرى من اللوم و " النقد " غير المبررين ، على اعتبار أن لا شيء تغير في الواقع المغربي كي تساهم في استحقاق وطني " مخدوم " يصب في مصلحة " القوى المخزنية " ، و بالتالي كان من الأولى أن تنتظر الفيدرالية اليسارية مع المنتظرين إلى أن يتحقق التغيير ، و يعود الأمل إلى المواطن و يتم القضاء على الفساد و الاستبداد ، و تمتلئ الأرض عدلا و ديمقراطية و حداثة !!
و حسب علم كاتب هذه السطور فإن فيدرالية اليسار الديمقراطي المكونة من الأحزاب الوطنية الثلاث : الاشتراكي الموحد و الطليعة و المؤتمر الوطني الاتحادي ، تعد دون مبالغة من أهم التكتلات المغربية المتشبعة بالروح الديمقراطية و الوعي السياسي النوعي ، كما أنها تضم نخبة معتبرة من الأطر في شتى الميادين السياسية و العلمية و الاقتصادية و الاجتماعية .. و بالتالي فإنها لا تحتاج إلى من يلقنها دروسا في الوطنية السياسية ، أو ينبهها إلى مآلات الأحزاب الوطنية الأخرى التي قبلت الاشتغال ضمن المؤسسات الرسمية للدولة .
في الواقع إن أمام الهيئات السياسية الوطنية ، في هذا النزع الأخير من الربيع العربي المجهض ثلاثة خيارات لا غير :
1 - مقاطعة أي استحقاق وطني تشريعي أو جماعي - جهوي أو دستوري إلى أن يتجسد على أرض الوطن " النهج الديمقراطي السليم " .
2 - المشاركة الانبطاحية العمياء دون أي أفق إصلاحي ، كما هو الشأن بالنسبة للغالبية المطلقة للأحزاب المغربية المصطنعة .
3 - المشاركة المسؤولة و المدركة لوظيفتها التعبوية و النقدية ، و استعدادها غير المحدود للذهاب بعيدا في نقد بؤر الفساد و الاستبداد ، و الدفاع اللامشروط عن الطبقات الشعبية المستضعفة ، بمنأى عن الانتظارية غير المجدية و العدمية السوداء ، و لقد تبنت فيدرالية اليسار الديمقراطي ( رغم وعيها بضعف تأثيرها في المجتمع مقارنة بالأحزاب الوطنية الأكبر حجما ) موقف المشاركة البناءة ، عسى أن تساهم بذلك في إشعال شمعة ، تضيء ركنا من أركان هذا الوطن بدل أن تقتصر على لعن الظلام .
بجرأة عالية.. "لقجع" يبدد عبر قناة "مصرية" كل الشائعات ويجيب على كل التساؤلات العريضة المرتبطة بمسؤولياته في "كاف" و"فيفا" (فيديو)
عدد التعليقات (0 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟