الإسلاموفوبيا و حق إنتقاد النص الديني

الإسلاموفوبيا و حق إنتقاد النص الديني

ياسر القنديلي

 

تعرف المجتمات الغربية في الآونة الأخيرة إنتشارا واسعا لما يسمى بالإسلاموفوبيا أو الذعر من الدين الإسلامي حيث أن جل المواطنين أصبحوا يعتبرون أن الإسلام هو السبب الرئيسي في الإرهاب و أن المسلمين ليسوا مواطنين صالحين.

عدم التفرقة بين مصطلحي "مسلم" و "إسلامي" و كذا ربط خطأ المتدين بالدين من المسببات الأساسية لهذه الظاهرة، فالمسلم الحق هو بعيد كل البعد عن ما تحمله كلمة إسلامي من قدحية للفرد و معتقده الديني كما أن الدين ليس مسؤولا عن خطأ المتدين ،ما يعني أن تطرف الفرد لا يعني أن الإسلام هو السبب بقدر ما قد يعني أن خطأ في تأويل و فهم النص الديني هو السبب. أضف إليه أن الدوغمائية التي يلجأ إليها بعض رجال الدين و رفضهم نقد النص الديني تجعل الأجنبي عن الدين ينظر إليه نظرة التعصب و الإنتقاص و هذا طبيعي فعدم الفهم يولد الخوف و الكره. صحيح أن الإسلام دين كامل و تام و لا يقبل الإضافة ولكن النقد سيقويه و لن يضعفه فالعديد من أحكامه محتاجة للتحيين لتلائم العصر و تحافظ على صلاحية الدين لكل زمان و مكان  كما أراد له الله عز  وجل أو حتى لنتكلم عن إسلام معاصر كما يدعو له المفكر و الكاتب "طارق رمضان". و هنا سنواجه إشكالية خوف المفكرين و عدم قدرتهم على فتح الحوار حول طابوهات المجتمع و خصوصا في البلدان ذات الغالبية المسلمة ،خوف من هجوم رجال الدين الذين سيكفرونهم و يصفونهم بأرذل الأوصاف حيث أن غالبية علماء الدين ،او بالأحرى من يدعون الإلمام بأمور الدين، غير قادرين على إفتعال الحوار الإجتماعي البناء و لا على الدخول فيه و لا يستوعبون فكرة فصل السلط ، بل و يجعلون من الدين شرطا أساسيا و وحيدا في الحياة و هذا أمر غير صحيح كما أن كثرة التأويلات ولدت كثرة التيارات "الإسلامية" غير المسلمة التي تتمحور حول فكرة أن الحق معهم و أن غيرهم يبتدعون . و هنا وجبت مراجعة معايير تكويين العالم الديني  ليكون قادرا على التحليل المنطقي البراغماتي البعيد عن التشدد أو التعصب و المنفتح على رأي الآخر و المؤمن بالإختلاف و أن الإنسانية سابقة للدين  و أن التعايش ممكن .أما في المجتمعات الغربية فوجب تحرك فعاليات المجتمع المدني بإنخراط من المسلمين لتصحيح الصورة و محاربة الإسلاموفوبيا و هنا يجب على مسلمي هذه البلدان الإنصهار وسط المجتمع و الخضوع للقوانين التنظيمية لبلدان الإقامة أو مغادرتها .

و من هنا يجب أن نستخلص أن إنتقاد النص الديني واجب لمحاربة الإسلاموفوبيا للوصول لفكرة "طارق رمضان" و الفيلسوف الفرنسي "Edgar Morin " في كتابهما المشترك "l'urgence et l'essentiel" الرامية إلى أن الإسلام ليس بالمشكل (l'Islam (n'est pas un problème

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة