تحركات الانفصاليين فوق التراب المغربي استفزاز و انتهاك للحقوق
عبد الصمد لفضالي
بعد استفثاء 1 أكثوبر 2017 المتعلق بمحاولة انفصال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا ، قال وزير العدل الإسباني " رافائيل كاتالا " إن مدريد يمكنها استخدام سلطتها القانونية كاملة طبقا للمادة 155 من الدستور الإسباني ، إشارة منه إلى اللجوء إلى جميع الطرق للحفاظ على وحدة البلاد ، كما اجتمعت الدول الأوروبية على أن الإستفثاء الكاتالوني المتعلق بالإنفصال عن إسبانيا ليس قانونيا ، و يجب حل المشكل عبر الدستور الإسباني ، في حين يقوم انفصاليو المغرب بتحركات ضد الوحدة المغربية فوق أراض مغربية ، كما تقوم بذلك أمينتو حيدر و غيرها من الإنفصاليين بمدينة العيون المغربية بمناسبة ما يتوهمونه " ذكرى " لكيان لا وجود له واقعيا و لا قانونيا .
نعم لذينا مشاكل اجتماعية و اقتصادية يتسبب فيها بارونات الفساد من " عفاريت و تماسيح " كما وصفهم رئيس الحكومة السابق السيد عبد الإله بنكيران ، الذي لم يفوضه الشعب في دعواه إلى العفو عنهم ، و لم يؤيده في فتواه الشهيرة " عفا الله عما سلف " ؛ لكن لايجب استغلال هذه المشاكل الإجتماعية - كما يسعى إلى ذلك البعض - للنيل من الوحدة الثرابية المغربية ، و لا يجب الركوب على النزاعات السياسية الجهوية المدبرة و المفتعلة إقليميا لنسف مشروع الإتحاد المغاربي .
إن التعريف العام لحقوق الإنسان ، هو كل ما يتعلق باحترام كرامة الإنسان ، كالحق في الحياة و المساواة أمام القانون و الحق في العمل و الصحة و التعليم ، لكن لا نجد ضمن حقوق الإنسان أي إشارة تعطي لشخص أو جماعة الحق في تفكيك وحدة مجتمع له جميع مقومات الدولة ، كما أنه لا يدخل في حرية التعبير ، التحريض ضد الوحدة الثرابية لدولة ما .
واقعيا فإن الإنفصاليين يعرفون أكثر من غيرهم بأنهم لا يلجؤون إلى الطرح الإنفصالي إلا من أجل المقايضة و الإبتزاز ، و ساعة الحسم سيعضون بالنواجد على الإختيار الوحدوي ، لأنهم يعون جيدا بأن كرامتهم مرتبطة بهذا الإختيار.
منطقيا و ديمقراطيا و قانونيا ، لا يمكن لشرذمة مجيشة من طرف طغمة عسكرية تتحكم غصبا في بلد مجاور ، أن تنتهك حق شعب بأكمله يتجلى في وحدته الثرابية ، كما أنه قبل الإستعمار الإسباني لم يتبث تاريخيا أن كانت أي سلطة بالأقاليم الجنوبية غير تابعة للسلطة المركزية المغربية
