الجيل العنصري الجديد بأوروبا وأمريكا، لماذا يرفض الآخر حتى الموت ؟

أقلام حرة

19/03/2019 15:23:00

محمد أديب السلاوي

الجيل العنصري الجديد بأوروبا وأمريكا، لماذا يرفض الآخر حتى الموت ؟

الحدث الإرهابي الذي عرفته نيوزلندا يوم الجمعة الماضي، يترجم بدقة إلى حد بعيد المستوى الذي وصلته العنصرية بأوروبا الجديدة ضد الإسلام والمسلمين وإجمالا ضد الآخر.

 

والعنصرية كانت ولا تزال هي كل مشاعر العداء ضد الآخر، هي التي ترى الآخر مغايرا ومختلفا واقل شانا ،ليس من حيث الشكل فقط، ولكن أيضا من حيث القدرة الفكرية والأخلاقية والاجتماعية.

 

والعنصرية عندما تترابط بالطائفية والإرهاب في ثقافة بعض الشعوب تستند على مكون أساسي هو تصفية الآخر ضدا في الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية التي تحمي الإنسان في ألوانه وثقافته وأفكاره.

 

يقول التاريخ القديم أن جذور العنصرية تعود إلى العلاقات التي كانت قائمة في المجتمعات التعسفية والاستغلالية القديمة؛ إلا أن العنصرية في الزمن الراهن عرفت/ تعرف نقلة نوعية حيت منحت لبعض الطوائف شرعية القضاء على الخصوم وإرهابهم بالأسلحة الفتاكة بواضحة النهار أمام العالم، متجاوزة ما قامت به النازية والفاشية والابارتدية والصهيونية في القرن الماضي.

 

هكذا حولت العنصرية المقيتة دولة من أكثر الدول تقدما في الزمن الراهن، والأكثر ادعاء بارتباطها بالديمقراطية وحقوق الإنسان وهي نيوزيلندا إلى بؤرة إجرامية والى كابوس أسود لا تفسير له ولا منطق له في لحظة حزن فارقة، انطلق فيها الرصاص العنصري اللعين تجاه صدور العشرات من المؤمنين الأبرياء خارج كل منطق وكل أخلاق.

 

ما يحدث اليوم بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من جرائم عنصرية بإيقاع يكاد يكون يوميا يفسر لنا ظاهرة الجيل العنصري الجديد، الذي تفجرت جرائمه خاصة ضد العرب والمسلمين، وهي ظاهرة رجعية بكل المواصفات والحجج.

 

إذن هو التاريخ يعيد نفسه... هناك عودة أوروبية أمريكية إلى ماض لا نعتقد يشرفهما، وهما يشاهدان بلا إرادة عودتهما على يد الطائفة العنصرية إلى عصر الظلمات.

 

 

من موقعنا نعتقد أن الدين تتوجه إليهم أسلحة الجيل العنصري الجديد بأوروبا أو بالولايات المتحدة الأمريكية، لم يعودوا قادرين على التحمل. لذا قد يكون رد فعلهم أسوء من السوء... وتلك ما يجب أن تدركه أنظمة أوروبا وأمريكا.

مجموع المشاهدات: 627 |  مشاركة في:
        

عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟