العبيد و الأحرار

العبيد و الأحرار

علي او عمو

كانت هنالك قرية تسكنها مجموعة من العبيد ، هؤلاء العبيد يعملون بجد و تفانٍ و نُكرانٍ للذات ، أصبحت الحقول و المزارع تعطي إنتاجاً وافراً ، غِلالاً جدَّ هائلة لا تُعد و لا تحصى ، بالإضافة إلى الثروات الهائلة من المعادن التي يحتضنها باطن أرضها ، حيث تُستخرج منه جميعُ أنواع المعادن من ذهب و فضة و نحاس و حديد و غيرها ... و يحيط بهذه القرية بحر زاخر بجميع الأسماك و الرَّخَوِيات الباهضة الثمن ، وهذه الخيرات العميمة تُباع لِقرىً نائية ، و تتحكم في القرية ثُلَّة من ( النُّبَلاء ) التي تستفيد من كل هذه الثروات و الخيرات دون أن ينال منها العبيد ( أصحاب الأرض ) شيئاً ، كل ما فوق الأرض و ما تحت الأرض مِلْكٌ لثلة ( النبلاء ) ، يُساق العبيدُ بالسَّياط و يُحكَمون بقُوَّة الحديد و النار ، و الويْلُ كُلُّ الويْلِ لِمَنْ تُسَوِّل له نفسه العِصيانَ ، عصيانَ أوامِرِ ( النُّبَلاء ) مصيره السجن السحيق بدون هَوادَة من أجل إسكاتِ صوتِه و جعلِه عِبرة للآخرين ، و كل من سَنحتْ له فُرصةُ الهجرة يُهاجر مُرغماً إلى قرىً بعيداً عن أرض أجداده من أجل العيش في حرية و كرامة و عدالة اجتماعية لِكَوْن تلك القرى تحكمها مجموعة من الرجال النُّزَهاء الثُّقاة الذين اخْتارَهُم أهل تلك القرى لِتدْبير شؤونِهم ....

رغم أنَّ ( زُمرةَ النُّبلاء ) تُحكِمُ قبضتَها على ( عبيد القرية ) إلّا أنّها لا تملك قراراً مستقلّاً ، فأعيانُ القُرى النائية هم الذين يفرضون عليها إملاأتهم مقابل الحفاظ لهم على مصالحهم في هذه القرية و هؤلاء الأعيان هم سبب بقاء هذه الشرذمة مُتربِّعةً على عروشَ التًّحكُّم ...

 

و سيظلّ ( عبيد القرية ) على هذا الوضع المُزري ما لم يُوحِّدوا كَلمتَهم و يرُصّوا صُفوفَهم لِمُواجهة هذه الثُّلّة الطاغية و زعزعة عروشها و اقتلاعها من جُذورها

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة