الــشــباب بــيــن أزمــة الــعــقــل والــعــصــر
دغوغي عمر
فالعقل منحة إلهية أيد الله بها الإنسان وامتن عليه بها، وبالعقل ميز الله الإنسان عن الجماد لاً، وبالعقل يميز الإنسان بين الخير والحيوان، وبه كلف الله الإنسان، فالمكلف هو البالغ عاقلة، فإذا استعمله كان سبباً في سلوك طريق الهدى والبعد عن والشر، وبين الهدى والضلاموارد الردى، وما أكثر الآيات التي يدعو الله فيها عباده أن يعملوا عقولهم ويتفكروا فيما دوا ن عقولهم آمنوا فحسن إيمانهم، وجحولهم ويعتبروا بالأمم البائدة، ويوم أعمل المسلمو.هم الدنيا وفتحوا البلاد وقلوب العبادبأنفسهم نصرة لدين الله، فدانت ل
والمتأمل في حال المسلمين اليوم يلمس بجلاء تلكم الأزمة ، فأكثرهم مع الأسف الشديد كما قال ، وهجروا السنة النبوية التي هيتركوا كتاب الله وجعلوه وراءهم ظهرياًالإمام مالك رحمه الله: كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وفقد جلهم هويتهم، وأصبحوا يلتمسون الهدى عند من لا خلاق له ولا دين له، وطوفت بهم الأهواء، وقادتهم الشياطين إلى الوقوع في شراك الشهوات والشبهات التي نصبها لهم أعداء الله الذين يعلى عليه، ولذلك فقد جندوا جنودهم وخططوا مخططاتهم التي بها أيقنوا أن الإسلام يعلو ولا غيبوا كثيراً من العقول عن نور الإيمان، وهم بذلك لا همَّ لهم إلا أن يطفئوا نور الله، ولكن هيهات هيهات، فالله متم نوره ولو كره الكافرون. والواجب على المسلمين أن يفيقوا من رات التي تحاق بهم، وأن تكون منهم طائفة كما أمر اللهغفلتهم، وينتبهوا لهذه المؤام (وَلْتَكُنْ لِحُونَ) آل مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْ104.عمران:
ي نصر الإسلام وعز المسلمين، فإذا تربى الناس ومما لا شك فيه أن التربية لها دور رئيس فعلى ما ربى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام رضي الله عنهم، وإذا تربوا على الإسلام الصحيح الخالي من الاعتقادات الباطلة والبدع المنكرة والاجتهادات المخالفة ح القائم على إخضاع العقل للنقل، والنظر للنصوص، وإذا تربوا على الفكر الإسلامي الصحي
العقلي للنص الشرعي، وإذا تربوا على الأخلاق النبوية والشيم المصطفوية، وعلى محبة الله والشوق إلى لقاء الله، إذا تربوا على ذلك كله انقشع الظلام وعاد الصبح بنوره، وهبت رياح .هم ودولتهمونسأل الله أن يعيد للمسلمين عزت، النصر بإذن الله
