التلقيح ضد كورونا والصيام

التلقيح ضد كورونا والصيام

علي امقران

يحكى أن وفدا من العراق جاء يسأل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن حكم قتل البعوض في الحرم المكي، فأجابهم بقوله: (عجبا لكم ياأهل العراق، تقتلون الحسين بن بنت رسول الله ، وتسألون عن حكم قتل بعوضة في الحرم؟!.)

تذكرت هذه المقولة لعبد الله بن عمر حين بلغ الى أسماعي أن عددا من المسلمين يتوجسون من تلقي التلقيح ضد كورونا في رمضان ، ويتساءلون هل الحقنة مفطرة أم لا،.

انه سؤال مضحك، خصوصا اذا علمنا أن التلقيح الان ضد هذه الجائحة هو ضرورة للحفاظ على حياة البشر ، واذا كان الأمر كذلك، فلا ضير من أخذ الجرعة حتى وان كانت تبطل الصيام، لأن الضرورات تبيح المحظورات كما هو معلوم عند الخاص والعام، والحفاظ على الأبدان قبل الأديان؛ كيف والعكس هو الصحيح ، فالحقنة في العضد أو في العضل لاتبطل الصيام.

القاعدة جد بسيطة عند الفقهاء المالكية، فالمقرر عندهم أن المائع أي السائل اذا وصل الى الحلق من منافذ الجسم المعتادة وهي الأنف والأذن والفم والعين أفطر، والصلب اذا وصل المعدة أفطر. يضاف الى ذلك الحقن الطبية المغذية والمقوية التي تحقن للمريض عن طريق الوريد، لأنها في حكم الأكل والشرب.

يسأل المسلمون هذا السؤال وألسنتهم وأيديهم ملطخة بأعراض الناس ودمائهم وأموالهم، التي يجب عليهم صيانتها والحفاظ عليها ليكون دينهم صحيحا واسلامهم رفيعا.

الأولى بالمسلم أن يبتعد عن الغيبة والنميمة والكذب والقذف والسباب والشتم والرشوة والربا والخمر والزنا وأكل أموال الناس بالباطل لكي لايدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم:" رب صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش."

 

أقول للمسلمين الذين يسألون عن التلقيح في رمضان ، أتأتون الفواحش ماظهر منها ومابطن ، وتسألون عن حكم أخذ جرعة لقاح في العضد؟!. سيروا ديروا التلقيح وباركا من التفلسيف.. 

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة