أخبارنا المغربية- ياسر الحضري
في سياق يزاوج بين حماية الموارد الإيكولوجية واستدامة النشاط الفلاحي، كثفت الشرطة البيئية التابعة للمديرية الجهوية للبيئة بجهة الشمال، حملاتها الميدانية على معاصر الزيتون بإقليم شفشاون. هذه الحملات، التي اتسمت بالشدة والمفاجأة، تأتي لتكريس مبدأ الالتزام بالمقتضيات القانونية والتنظيمية البيئية خلال موسم الجني، الذي يمثل ذروة إنتاج المخلفات السائلة والصلبة.
وحسب المعطيات المتوفرة لـ"أخبارنا"، فإن فرق المراقبة اعتمدت أسلوباً مغايراً عبر تنفيذ عملياتها ليلا ونهارا ودون سابق إنذار، في محاولة للقبض على "الوضع البيئي الحقيقي" بعيداً عن أي ترتيبات ظرفية قد تخفي الاختلالات المستدامة.
هذا الإجراء سمح بالكشف عن تباين كبير في مستويات الالتزام، حيث التزمت بعض المعاصر بالمعايير البيئية المعتمدة، بينما سجلت مخالفات متفاوتة الخطورة في وحدات أخرى.
وتضمنت أبرز هذه المخالفات عمليات تصريف غير مرخص لمياه المرج (الفيتورة)، التي تشكل تهديدا مباشرا للمجاري المائية الطبيعية ومكونات الإقليم الإيكولوجية الحساسة. كما رصدت الفرق غياب أو عدم مطابقة منشآت التجميع والمعالجة للنفايات السائلة للمعايير التقنية المطلوبة، إلى جانب اختلالات في تدبير النفايات الصلبة ومخالفات متعلقة بالتراخيص البيئية، فضلا عن الآثار السلبية للروائح والضجيج، خاصة خلال الفترات الليلية.
المديرية الجهوية للبيئة أكدت أن هذه التدخلات تندرج ضمن مقاربة مزدوجة؛ فبموازاة مع الصرامة في تطبيق القانون والزجر البيئي، يتم تقديم الدعم التقني والمواكبة لأرباب المعاصر بهدف ملاءمة أنشطتهم مع المتطلبات البيئية دون المساس بالاستمرارية الاقتصادية للقطاع.
وفي هذا الإطار، تم اتخاذ إجراءات قانونية شملت تحرير محاضر وتوجيه إنذارات وتحديد آجال زمنية لتسوية الوضعية البيئية.
كما تم التشديد على أن المعاصر التي تُسجل في حقها مخالفات جسيمة أو متكررة ستواجه إجراءات أكثر ردعا، قد تصل إلى التوقيف المؤقت للنشاط أو الإحالة على القضاء المختص. هذا التدخل يكتسي أهمية مضاعفة بالنظر إلى الطابع الإيكولوجي الحساس لإقليم شفشاون، مما يجعل احترام المعايير البيئية شرطا لا غنى عنه لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة وصحة الساكنة.
