الرئيسية | أقلام حرة | ترسيم اللغة المغـربية ومراجعة دستور 2011

ترسيم اللغة المغـربية ومراجعة دستور 2011

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
ترسيم اللغة المغـربية ومراجعة دستور 2011
 

 

يمكن لينا نقولوا أن لغة من اللغات كاترج "عالمية" لمــّـا كاتجسّـد، كاتكون رمز ألـّـقـوة اللي كايتـمــتــّـعـوا بيها ناسها، العربية كانت  فى العصور الوسطى لغة قوية، لغة علوم، فلسفة، قتصاد، زدهار فكري أو معرفي، لمـّـا كانوا ناسها بالشـّان أو المرشان، أمـّـا اليوما بحالها بحال اللغة الفرانساوية، لغات متجاوزين، يمكن لينا نعتابروهم بجوج لغات من الدرجة الثانية أو الثالثة، أو جميع الدول العربية ولا ّ دول شمال إفريقيا راجع عدم تطورهم، خمولهم للغة اللي كايستعملوا، لأن اللغة مرتابطة ماشي غير بالنفوذ اللي كاتــّـمتع بيه، ولاكن حتى بالإنتاج التيكنولوجي، الإقتصادي أو الثقافي.

كاين بعض المغاربة أو المغربيات عندهم مشكل مع اللغة المغربية، لأنهم كايكرهوا ذاتهم أو كايعطيوْا ألــْـغة الــبـرّاني كثر مللي تستحق، زيد عليها العامل الديني اللي كايستعملو التيار المحافظ باش تبقى الشعوب العربية أو اللي كاتعيش فى شمال إفريقيا ساهلة الضبط، التحكم أو التسلط، لأن جميع نخب هاد المجتمعات كاتخاف من الشعب، من لغتو أو من ترسيخ الديمقراطية اللي كاتفضـّـل لغة محبوبة، لغة مدّاولة بقوة، لغة الشعب "بكل اختصار"، لأن الديمقراطية كاتعني: حكم الشعب من طرف الشعب، فى صالح الشعب، أمــّـا النخب اللي عندنا كولــّـها مطواطئة إمـّـا مع تيارات محافظة كاتشاركها نفس الأفكار، الأهداف ولا ّ نخب خارجية، هاجيسها الوحيد هو كيفاش تبيع ألــْـهاد الدولة العربية ولا ّ المغاربية السلاح ولا ّ منتوجات بلادها أو تكون حتى "كــامــْــلـوط" ما فيها ما يتهـزّ أو جودتها مشكوك فيها، أو اليوما هادا سر مكشوف، جميع الصفقات العسكرية اللي كاتعرف السعودية، إلا ّ أو كاتــّـدفع إتاوات، عمولات لـَـمــّـالين البلاد، فرانسا براسها فى عوط ما تأطر الشعب، المجتمع المدني التونسي  الشجاع باش أتــّـرسخ الديمقراطية، كانت كاترسل ألـْـبن علي أو بلطجيتو خبراء من العسكر، البوليس باش إتـجـّـسسوا، إقـوموا بردع، كبح تطلعات، طموحات الشعب، ولاكن التاريخ ما كايرحمش، فاين هو بن علي دابا؟ هرب من الشعب اللي كايكـرهـو أو مخـبــّـع فى السعودية، فى هاد البلاد اللي عندها مشكل مع حقوق الإنسان أو مع التطرف الديني، لأنه اللي بغى يركـب السبع خصّـو يعـرف: ما يمـْـشي حتى إيـضور فى مولاه.

ما عمـّـر شي واحد غادي إقـدّ إقوم بضبط لغة الشعب، لأن اللغة  غادي ديما تلقى كيفاش تفلت من قبضة هادا أوْ لاخور، أو حتى الدستور ديال 2011 ما عندو ما إدير ولا ّ إنال من اللغة المغربية، أو ما حدّها ما مرسـّـماش غادي تبقى ديما هاد الواقعة وصمة عار على اللي رسموا، خططوا هاد السياسة اللغوية  التمييزية اللي حاقــْـرة 36 مليون نسمة، لذلك ضروري ترسيم اللغة المغربية، وإلا ّ كونــّـا غير معنيين بهاد الدستور اللي كايرفض يعترف بالواقع، اللغة العربية لغة جميلة، ما آدات حـدّ، ولاكن لغة مفـروضة من الفـوق، أو هادا هو المشكل، ولو مرسـّـمة تخـلا ّت عليها الدولة، إيـوا آجي نتا فهم هاد البـْـلا! رغم هيجان، غلو، تعربيض، تزباط التيار المحافظ اللي فى العمق بايع الماطش، غير كايمثــّـل دور "المدافع الشرس" على اللغة العربية، العروبة، الجامعة العربية، المغرب العربي، لغة  الله أو القرآن، بحال إيلا كايعرفوا لغة الله "عـز وجل" أو كايلعبوا معاه الضـّـامة كولا ّ نهار، هرطقة، بهلان أو تخـْـرميز الإسلام السياسي! "إنا أنزلناه قرآنا عربيا"، هادا غير تأكيد أو ما عندو حتى شي علاقة بتـقديس هاد اللغة ولا ّ لوخرى، القرآن ديال جميع المسلمين أو ما مقتاصرش غير على العربية، العرب أو اللي كايضور فى فلكهم، أحسن دليل هو أنه مترجم لــَـكثر من 50 لغة، ضروري فصل الدين على السياسة، أو الخلط بيناتهم كايـأدّي مباشرة ألــْـنظام "داعش المركـّـز" ولا ّ "داعش لايـْـت"، بحال السعودية، السودان ولا ّ إيران.

اللغة العربية بلاصتها الطبيعية فى الجـّـوامع أو كتوبة فـن الخط، أمــّـا فـرض هاد اللغة أوْ لوخرى ما كايـحـصـل غير فى المجتمعات الديكتاتورية، المتخلفة.

اللغة ماشي غير منتوج لغوي، تواصلي محض، ولاكن هي عوينة حضارة أو ثقافة، أو شنو هو مستقبل حضارتنا، قصايدنا، نكاتنا، أمثالنا، حكايتنا، مسرحياتنا، روايتنا إيلا فرّطنا فى هاد الزخم اللي تركوه لينا جدودنا أو جدود جدودنا؟ اللي باغي يفصلنا على لغتنا الأم، ما باغيش لينا الخير، باغي يقصينا، إهمـّـشنا، باغي يفصلنا على أحلامنا، على هويتنا، على أصلنا، على تــُـربـَـتنا، اللغة المغربية هي اللي كاتجمعنا، أمــّـا اللغة العربية ما عمّرها قامت بهاد الدور، أو النخبة المعربة، أقلية متسلطة، متكبـّـرة، مفصولة (000 300) على المجتمع، بلا متداد جماهري، ما عندها باش تفيدنا، كون كانكتبوا باللغة المغربية فى سـيمانة ما يبقى حتى شي حدّ أميّ، لأنه ما كاينش اللي ما كايفهمش المغربية، اللغة المغربية هي اللي جامعانا، كاتوحـّـدنا أو كاتضمن لينا الإستقرار السياسي، الأمن الروحي، السلم الإجتماعي أو العاطفي، أمـّـا العربية كاتكرّس غير ثقافة الكبرياء، حقر الشعب أو المستضعفين، اللغة المغربية هي لغة الديمقراطية، لأنها لغة الشعب، الوضوح أو الملموس، أو اللي مزعـوط، بالســّـلاسل فى الطلامس مربوط ، فى الشعوذة، ما يمكن لينا نقولوا ليه غير: "الله يعـفـو أو خلاص".

أو أنا ما متــّـفاقش مع السي عبدالله العروي اللي مختص فى التاريخ أو ماشي فى اللغات ولا ّ اللسانيات، فى عوط ما يعطينا أمثلة، إحـيلنا على دول ثرية، متحضرة، ديمقراطية، ناجحة بحال النرويج، السويد، الدانمارك، فينلاندا اللي كايستعملوا كولـّـهم لغات أم محلية، كايقارن لينا اللغة المغربية بالكيسـْـواهيلي ولا ّ بالمالطية، يعني هادا ما باغيش لينا الخير، إيلا  تهلــّـينا، رفعنا من المستوى ديال اللغة المغربية غادي يمكن تحيى اللغة العربية من جديد، تطـعــّـم المغربية، الاتينية أو اللغة الإغريقية فادوا اللغة الفرانساوية ولا ّ حتى النكليزية بلا حتى أي مركـب نقص، بالأخص فى ميدان العلوم.

اللغة المغربية، يعني لغة الأم، هي اللي كانتعلــّـموا قبل كاع ما نخرجوا ألــّـوجود، هي اللغة اللولة اللي كانسمعوا أو كاتبقى مرسخة فى ذهننا "طيلة الحياة"، أو علاش نظلموها، نهاجموها باش نرضيوْا هاد الحاكم أوْ لاخور من أجل شي دريهمات ولا ّ بترودولارات؟ لغة الأم هي العمود الفقري ديال كيانــّـا، الدّار اللي كانحلموا، كانرتاحوا، نفرحوا فيها، هي اللي كاتوفر لينا البنية التحتية ألـْـشخصيتنا، هي الوسيلة الوحيدة اللي كاتساعدنا ندمجوا قيم، قواعد هاد المجتمع اللغوي أوْ لاخور، أو اللغة اللي كايتـقـنوا جميع المغاربة هي اللغة المغربية فى أول الأمر بجانب اللغة الأمازيغية، أمـّـا اللغات لوخرين غير كانتعدّاوْا عليهم، بعض المرّات كانموت بالضحك غير كانسمع شي برلماني مغربي كالس كايدّابز مع اللغة العربية، ما ضابط لا قواعد الإعراب، لا الصرف، لا النحو، لا الشكل، لا الإملاء، لا التعبير، أو علاش هاد التكـلـّـف؟ حتى بعد الخطب اللي كانسمع كولــّـها تلجليج، رطانة، تهجية، تقتيل، سفك "غير مبرر" فى حق هاد اللغة الجميلة، الغنية اللي ما بغاتـش أطــّـوع، لأنها "بكل بساطة" ما كـبـْـراتـش معانا، كـبـْـرات فى المنـفى، فى الكــتــوبـة أو بـيـن يـد الكهنة اللي كايستعملوها  "كــَـهـراوة أخـلاقـية"، باش إســكـــّـتــو، إركــّـعـو، إقـمـعـو الشعــب.

  

 
مجموع المشاهدات: 1045 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة