السيمو تكشف جديد مراسيم إحداث الكليات الجديدة بالشمال وتخرج عن صمتها بخصوص صورة “التراند” مع طفلها

لاعبو تونس منبهرون بصمود أرضية الملعب الأولمبي أمام الأمطار الغزيرة

الجماهير التونسية سعيدة بالفوز على أوغندا وتشكر المغرب على حسن الضيافة

لحظة عزف النشد الوطني التونسي بالملعب الأولمبي بالرباط

التوانسة والأوغانديين ناشطين رفقة جماهير مغربية بالملعب الأولمبي بالرباط

الجماهير التونسية تشعل الأجواء قبل مواجهة أوغندا في كأس إفريقيا بالملعب الأولمبي بالرباط

على هذا الوطن ما يستحق الحياة ...

على هذا الوطن ما يستحق الحياة ...

أميمة مشماشي

 

ربما ليس هذا الوطن الذي أردت الانتماء إليه, العيش تحت كنفه و الخضوع لسلطته. ربما حلمك في الهجرة لا ينتهي و السفر بأي حجة, و تتوق لقضاء ليلة واحدة خارج سمائه.  

لكن أليس لهذه الأرض تنتمي, ربما لا تجيد الفرنسية و لا الإنجليزية لكنك تتقن لغتها بمهارة و تعرف تقاليدها و عاداتها عز المعرفة. ربما تجول العالم بحثا عن بلد أفضل و ستجده لكنك لن تجد كوطنك, لن تجد رائحة خبزه كل صباح و لا كأحاديث النساء بين الأزقة , لن تجد جارا يدق عليك طالبا القليل من الملح و لا أم لازالت تحتضن ولدها و عمره أوشك على الثلاثين. لن تسمع زغاريد و أهازيج لأن حفل زفاف يقام في الحي المجاور ، لن تمر من جانب مدرستك الابتدائية متذكرا أحلى الأيام و لا ذكرى من حبك الأول ...

ربما ستجد فرصة لتحقيق أحلامك لكنها لن تجد نفسك, ستجد بلدا يبهرك و يزين كل شيء أمامك. حضارة جديدة , أناس لا يشبهونك , مناخ لم تعتد عليه وأسلوب حياة مختلف ,  ستسكنه لكنه لن يسكنك أبدا. ستهرول نحو أي مطعم يقدم شيئا من بلدك و تدمع عينيك كلما صادفت أحدهم يتكلم لهجتك.

على هذا الوطن ما يستحق الحياة لأنه يمنحك هوية و جنسية تعرفك بين الأغيار . لأنك كلما ضعت سيجدك و يستقبلك من جديد. لأن فصله عنك كفصل جسدك عن روح.

الوطن الذي تؤمن بقضيته كيفما كانت حتى لو لم تفصح عن ذلك , الوطن الذي تحفظ تفاصيله , و يحفظ ذكرياتك و خطواتك حتى عثراتك. ستفصل بينك و بينه محيطات و قارات لكن رائحة ترابه عالقة في أنفك, ضحكات أطفاله , ثلوج جباله , حركات شوارعه ... أمور كلها ستزيد الشوق إليه و توسع مفهوم المواطنة عندك   

فالمواطنة أقوى من كل القيم لأنها ببساطة تضمها جميعها "الحب , الوفاء , الانتماء , الوحدة المشتركة , المأوى ... " 

المواطنة التي علينا تجسدها كل يوم بعيدا عن عيد الاستقلال أو ذكرى المسيرة الخضراء, المواطنة التي تفرض عليك المحاولة حتى آخر نفس و ليس الهروب من أول موقف.

الوطن الذي يجمعنا و إياه حبل سري لا ينقطع أبدا ,  الوطن الذي يستحق الحياة بكل معانيها هو: نحن                                    

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات