جمهور أكادير يواصل حضوره المكثف في مباريات كأس إفريقيا

تصريحات لاعبي المنتخب الجزائري بعد الفوز بثلاثية أمام السودان

ردود فعل الجماهير الجزائرية بعد فوز الخضر أمام السودان بثلاثية على أرضية ملعب مولاي الحسن

لحظة عزف النشيد الجزائري وحضور لافت للجماهير المغربية بملعب مولاي الحسن

مجموعة "كارفور - لابيلفي" تعزز حضورها القوي بالمغرب بافتتاح فرع جديد بزناتة الدار البيضاء

تفتيش صارم للجماهير قبل مباراة الجزائر والسودان بملعب مولاي الحسن

في الأخلاق و الممارسة السياسية

في الأخلاق و الممارسة السياسية

محمد الهجري

 

لطالما ارتبطت الممارسة السياسية مع الأخلاق من خلال علاقة جدلية يصعب الفصل فيها، إذ أنهما يصبوان إلى نفس الغاية، فمن بين التعاريف نجد أن " الأخلاق مجموع القيم و المثل التي توجه السلوك البشري للخير و تجنب الشر , و السياسة هي طرق و أساليب تسيير الشأن العام لما فيه خير الناس و منفعتهم ", و بالتالي فكلتاهما تطلبان بناء مجتمع مبني على مبادئ و أخلاق سليمة و الدفاع عنها, فأن تكون مناضلا ميدانيا لا يعني بالضرورة تطابق الشكل و المظهر مع الجوهر و المضمون أي ليس بالضرورة أنك تحمل بين جوانحك هموم الطبقات الكادحة التي ترتكز خطاباتك على الدفاع عنها .

 

فمثلا بإطلالة بسيطة على البرامج الانتخابية لجل الأحزاب المغربية يتولد لديك إحساس بكونها جميعا تحمل هم الكادحين و تطلب تغيير واقعهم للأفضل , إلا أن خطابها يتغير بمجرد وصولها لتدبير شؤونهم بصفة رسمية , و هو ما يعني أنها مجرد أدوات الغاية منها الفوز بالانتخابات، و هذا تطبيق لتعاليم ميكيافلي الواردة في كتابه الشهير " الأمير " حول التحلل من الضوابط الأخلاقية وإباحة كل الطرق والوسائل لتحقيق المصالح و الغايات '' , بمعنى أن المشهد السياسي بالمغرب رغم التعددية التي تظهر عليه من خلال الإيديولوجيات و المذاهب السياسية المتبناة إلا أنها ربما تكون أحادية من خلال ممارساتها, فما موقع الأخلاق في الممارسة السياسية لدى الأحزاب المغربية ؟

 

فلكي يتفرغ الحزب للنضال على القضايا التي يتبناها, يجب عليه أولا تقوية لحمته الداخلية بداية من أولى قواعده متمثلة في شبيبته التي يجب تربيتها على مبادئ الحزب و أبجدياته, لكونها تمثل مستقبله و أحد الهياكل الهامة لنشر و ضمان استمرار مشروعه المجتمعي, مرورا بفروعه المحلية و الجهوية, و وصولا إلى أعلى هرم التسيير داخل الحزب الذي ينبغي عليه أن يكون قدوة لقواعده , حيث أن قوة الحزب الداخلية ستنعكس ولا شك على صورته الخارجية مما سيعطيه زخما أكبر و قوة معنوية للانتصار لمشروعه الفكري و الوصول إلى مبتغاه , و لعل أهم آليات تقوية الجبهة الداخلية للحزب هي نشر ثقافة الممارسات الأخلاقية ( من ديمقراطية داخلية و تقبل و احترام الرأي و الرأي الآخر...إلخ ) داخله و بين أعضائه وفق مبدأ النقد و النقد الذاتي , '' فمن العدل أن يأتي الرجل بالحجج لخصومه بمثل ما يأتي به لنفسه'‘ كما قال ابن رشد , مما سيسهل عليه فيما بعد تقديمهم كمثال أو كنتاج لمشروعه الفكري الذي أنتج أشخاصا صالحين لأنفسهم و للمجتمع و قادرين على تسيير شؤون الناس داخل نسق تأطره الأخلاق .

 

إن مصداقية حزب سياسي ما ترتبط أساسا بمدى تبنيه للقضايا المجتمعية و مدى الالتفاف الجماهيري الحاصل حول برنامجه السياسي و تصوره المجتمعي , و مدى انضباط مناضليه/ته و التزامهم , لكنها تبقى من حيث كل تعليل علمي للسياسة دعوة لتجسيد مثالي للممارسة السياسية الراقية في جوهرها , فالأمر إذن يدعوا إلى الاتصاف بالتجرد و النزاهة و المصداقية و الإخلاص , و الابتعاد عن الذاتية لتحقيق الأهداف الشمولية, و استئصال الكائنات الوصولية و الانتهازية التي تسيء إلى صورة الحزب لدى العموم, فتحقيق ما يناضل الحزب من أجله يتطلب إقناع الناس بالفكرة , و جدية و نزاهة من يطرحها .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة