الرئيسية | أقلام حرة | باي باي بنكيران......هل هي بداية النهاية؟

باي باي بنكيران......هل هي بداية النهاية؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
باي باي بنكيران......هل هي بداية النهاية؟
 

 

بالأمس القريب و أنا أتابع بإهتمام بالغ خبر سقوط عبد الإله بنكيران زعيم البيجيدي من على رأس تنظيمه شعرت و كأن نهاية هذا الحزب أشرفت على البداية ، فكما قالت أحد مناضلات نفس الحزب ، المعروفة بخرجاتها الفيسبوكية ، إن هذا العزل أريد به تحطيم الحزب و ليس سقوط رئيس الحكومة السابق و هو ما يظهر بأن الأمر لا يتعلق بديمقراطية داخلية فقط و " ديك الهضرة ديال الكيلو "  لكن الحقيقة لا يمكن أن يعلمها إلا الله و من هم متغورون في دواليب المصباح .

إن عبد الإله بنكيران لم يكن فحسب زعيم المصباح و لكن رمزيته تتخطى ذلك بمراحل فالرجل قيادي بكل ما تحمل الكلمة من معنى ما يشهد به الحاقدون قبل المريدون ، و الدليل هو أن حتى بعض العجائز في البيوت كانوا ينتظرون جلساته الشهرية في البرلمان و خطابته النارية في وجه العديد من رموز التحكم ، الذين لم نعد نسمع من ينتقدهم بل أصبحنا نشاهد انبطاحا تما أمامهم و " بقا ليهم غير يبوسوا ليهم الرجلين " بعد صراع بنكيران مع توغلهم الشديد في السلطة .

ما لا يعرفه العديد من الأشخاص هو أن هذا الرجل كان سببا رئيسيا في تصالح الشارع المغربي مع  السياسة و أصبحنا نرى من يناقش و يحلل خطابات و تحركات السياسين بل حتى مسار تشكيل الحكومة و هلم جرة ، بدل ما كنا بالأمس القريب نتحدث لغة 《 الحيطان ليها أذان 》،  و هذا ليس كل شيء فالرجل فضح كل شيء و تحدث في كل شيء و لم يعد هناك طابوهات بل حتى إني أتذكر في بعض الأحيان كلماته عن ثمن الخضروات و الفواكه " شعبويته " المفرطة جعلته يخلد إسمه في التاريخ .

هذا ليس تمجيدا لشخص هذا الرجل فلكل نواقص و ما يمكن أن يعاب عليه لكن على الاقل كنا نعرف من هو رئيس الحكومة في غياب تام لصاحبنا الذي خلفه في الساحة ، و الذي لا يمكن بأي شكل من الأشكال مقارنته به فحتى مداخلات رئيس الحكومة الحالي المملة في البرلمان المغربي تصيبك بالحيرة و كأنه يعيش في كوكب غير كوكب المغرب .

ربما يتهم بنكيران بأنه " مهرج " على حسب تعبير البعض من خلال قفشاته التي يطلقها بين الحين و الآخر لكن في الحقيقة إذا ما حللنا ضحكاته و طريقة كلامه فالرجل يعرف و يعي جيدا ما يقول ، حتى حركات يده و اسلوبه في الخطاب يذكرني برؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الذين في كل مرة لا يأخدون نفس المنحى في خطاباتهم ، فبين الحين و الأخر تسمع قهقهاتهم بل حتى أن بعضهم يتصنعها فقط من أجل كسر حدة الخطاب ليجعلها أكثر تقبلا من المنصت و في نفس الوقت يرسل رسائل مشفرة للبعض دون الفصح عنها بالمباشرة .

لقد أثارني شعار بعض اصدقائي الفيسبوكين المعروفين بتعاطفهم مع حزب المصباح حيث قالو بالحرف " الرأي حر و القرار مؤلم " وهو ما يعبر عن عدم رضاهم التام بقرار من يمثلهم داخل المجلس الوطني و كانوا يأملون في فرصة أخرى لزعيمهم الذين يكنون له فائق الإحترام و التقدير ، و كانوا يواسون أنفسهم بالقول بأنها ستكون خير تعويض لشخصية ستخلد إسمها في التاريخ السياسي الوطني بين محبيه و كارهيه بعد أن تم خدلانه من طرف أصدقائه في المرة السابقة أيام تشكيل الحكومة لكن تمشي الرياح بما لا تشتهي السفن و قادم الايام كفيل بالإجابة عن مجموعة من تساؤلات من ضمنها هل سينتهي الحزب صغيرا كباقي من سبقوه ؟؟؟؟ " اللهم لا شماتة " .

مجموع المشاهدات: 879 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة