"أخبارنا" سولت الجماهير المغربية: واش عندكم الثقة في المنتخب الوطني يجيب كأس أفريقيا؟

مدير أكاديمية الرباط يستعرض حصيلة "مدارس الريادة" ويؤكد أن نسبة التعميم تجاوزت 80 بالمائة

بعد التساقطات الأخيرة...مياه الأمطار تجتاح سوق مركب الفخار بزناتة

"أخبارنا" في جولة حصرية داخل مركب محمد الخامس بعد التحديثات الأخيرة قبل أربعة أيام من انطلاق الكان

الثلوج تغطي ربوع إقليم إفران.. تدخلات متواصلة للسلطات لحماية مستعملي الطرق

بعد شلل الحركة بإقليم ميدلت.. تدخل عاجل باشا بومية لتفادي الأسوأ وتأمين عبور المسافرين

العطالة ... انهيار للمجتمع

العطالة ... انهيار للمجتمع

محمد الهجري

 

يعتبر مشكل البطالة وسط الشباب مشكلا أمميا و ليس ذا طابع وطني أو محلي فقط، لكن خصوصية المشكل وطنيا و محليا و ما يجعله يختلف عن باقي الدول و الحكومات التي تحترم نفسها و مواطنيها و قوانينها و كذا دساتيرها من جهة و تحترم المواثيق و العهود الدولية لحقوق الإنسان التي صادقت عليها من جهة أخرى، هو أولا فساد المنظومة السياسية الحاكمة بالمغرب و التي تستحود على ثروات البلاد و تغيب لديها أي نية أو إرادة في تحقيق عدالة اقتصادية و مجالية، و إتاحة فرص اقتصادية أمام الشباب و خلق فرص شغل و استثمارات تحتضن الطاقات الشابة التي تمثل رأسمالا لا مادي تتمناه دول في قمة الهرم الإقتصادي العالمي كسويسرا، النرويج، ألمانيا و غيرها، مما يجعلها ( الدول العظمى) تستقطب هذه الطاقات لتستفيد منها و تخسر بذلك بلادنا فرصة الاستفادة من مجهودات أبناءها لتحقيق التنمية التي تترجاها، و بالرجوع إلى المواثيق و العهود الدولية لحقوق الإنسان التي تعتبر مرجعا في صياغة دساتير الدول المصادِقة عليها و من ضمنها المغرب، فالحق في العمل يعتبر أول هذه الحقوق التي يقرها " العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية "، فالعمل باعتباره حقا ينبغي لكل إنسان أن يتمتع به مثله مثل الحق في التعليم و الصحة و الغداء و غيرها من الحقوق الأساسية للإنسان، يشمل إتاحة كسب الرزق لكل شخص بالغ من خلال عمل يختاره و يقبله بحرية و في شروط عمل عادلة و مرضية وكذا الحماية من البطالة، و على الدولة كذلك أن تتيح التعليم و التوجيه و التدريب المهني للجميع باعتباره التزاما واقعا على عاتقها يتعلق بحق من حقوق الإنسان الذي يصادق عليه المغرب و يعتمده في صياغة دساتيره، و يرتبط هذا الحق بصون كرامة الفرد و تحقيقه استقلاليته و مشاركته في الإنتاج الوطني و جعله عاملا إيجابيا بل و في عمق إستراتيجية التنمية فعليا و أحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، و تعتبر الاستثمارات في فئة الشباب أساس التنمية الاقتصادية و الاجتماعية بأي بلد و كلفة إهمال الرأسمال البشري لن يدفعها الشباب وحدهم بل سيؤديها المجتمع برمته، فتراكم جحافل المعطلين ستنعكس سلبا على المجتمع على المدى المتوسط و البعيد، و ستؤدي لا محالة إلى انهيار مجموعة من القيم التي ينبني عليها و أهمها مفهوم المواطنة إتر تولد الاحساس بالغبن نتيجة الإحباط الذي تعانيه فئة الشباب المعطلين نتيجة الاحساس بتخلي المجتمع عنهم و عدم الرغبة في احتوائهم، و يظهر الإهمال جليا على مستوى مقررات الحكومة التي و إن أقرت بخطورة المشكلة إلا أنها تبد استعدادا من خلال سياسات واضحة المعالم و محددة في الزمان لتجاوز المعضلة، و على سبيل المثال الاستراتيجية المندمجة للشباب 2015-2030 التي تبنتها وزارة الشباب، إلا أنها على مستوى الواقع لم تأتي سوى بتشريح رقمي يحتوي على أرقام جد صادمة عن العطالة في صفوف الشباب و في الحقيقة فسياسة التوظيف لم و لن تواكب الارتفاع المطرد لعدد المعطلين مقارنة بأرقام التوظيفات إذا لم تكن هناك إرادة حقيقية و فعلية لتجاوز المشكلة، و من جهة أخرى هناك عدة مشاكل مرتبطة بمشكلة العطالة و تهدد بنفس الحدة البناء المتماسك للمجتمع كمشكلة العنوسة التي أصبحت واقعا يفرض نفسه و ما يرتبط بها من مشاكل مجتمعية تمثل جميعها الكلفة التي ستدفعها البلاد نتيجة استخفافها بإشكالية التوظيف و ستؤدي إلى نخر أسس المجتمع و انهيار قيمه.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة