الرئيسية | قضايا المجتمع | بعد الارث..المثيرة للجدل "نوال السعداوي" تدعو الى المساواة بين الرجل والمرأة في النسب والزواج والطلاق

بعد الارث..المثيرة للجدل "نوال السعداوي" تدعو الى المساواة بين الرجل والمرأة في النسب والزواج والطلاق

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
بعد الارث..المثيرة للجدل "نوال السعداوي" تدعو الى المساواة بين الرجل والمرأة في النسب والزواج والطلاق
 

كل الأنظار تتجه نحو تونس بعد موافقة الحكومة على مشروع قانون المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة، بيد أن هذا المشروع لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد موافقة البرلمان عليه. 

 

هذه الخطوة الغير مسبوقة في العالم العربي أثارت الكثير من الجدل ، كما طرحت تساؤلات عدة حول إمكانية اقدام دول عربية مسلمة أخرى على اصدار نفس القانون.

 

الكاتبة والناشطة النسائية المصرية، نوال السعداوي وصفت الخطوة بـ"الإيجابية" و ترى بأنه رغم طول المشوار، إلا أن مصر على الطريق أيضاً، كما قالت في حوارها التالي مع DW عربية:

 

 دكتورة السعدواي، بداية كيف تنظرين إلى خطوة مشروع المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة في تونس؟

 

بالطبع هي خطوة ايجابية جداً، ويجب على جميع البلدان العربية أن تخطوها. يجب أن تكون هناك مساواة كاملة بين النساء والرجال في بلادنا العربية والإسلامية. المساواة موجودة في العالم بأسره، في أوروبا وأمريكا وآسيا وحتى في الهند. المساواة بين الرجال والنساء أصبحت موجودة في بلاد كثيرة، لكن في بلادنا العربية هناك تخلف شديد. المساواة لا يجب أن تقتصر على الإرث، وإنما في كل شيء، في الإرث والنسب وفي الزواج والطلاق وكل شيء. يجب أن لا تكون هناك أي تفرقة بين البشر على أساس الدين أو الجنس أو الطبقة أواي شيء آخر، لأن هذه أشياء برأيي أشياء بديهية ولا تحتمل النقاش.

 

برأيك ما هو السبب في كون تونس أول بلد عربي مسلم يتخذ خطوة جريئة كهذه بشأن المرأة ؟

 

تونس سباقة بسبب الحركة النسائية المتواجدة بها، وهي بلد متقدم بسبب تاريخ الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وأيضاً بسبب الفكر المتقدم للرئيس الحالي الباجي القائد السبسي. في الحقيقة تونس سباقة، ولكن أمامها خطوات كثيرة أيضاً. نحن في مصر تخلفنا منذ أيام السادات، بعدما كانت مصر في الطليعة. يجب أن نسعى إلى مساواة كاملة في القوانين في مصر وفي جميع البلاد العربية.

 

لماذا ظهر كل هذا النقاش حول المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة في هذا التوقيت بالذات؟

 

منذ وصول أنور السادات إلى الحكم، تخلفت مصر بسبب تعاون السادات والحكومة المصرية مع الاستعمار الإسرائيلي، الأمريكي والبريطاني. مصر عانت ولا زالت تعاني من وطأة الاستعمار. نحن في مصر تخلفنا منذ سبعينات القرن الماضي، ولكن بعد ثورة يناير شهدت مصر قفزة بفضل الشباب. النساء والرجال يخطون خطوات ايجابية، وهذا يعني أننا على الطريق.

 

هل يمكن أن تتحول تونس إلى مثال ُيحتذى به في باقي الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، في ظل دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني، هل يمكن أن نشهد قريباً خطوة مماثلة في مصر؟

 

أنا لا أؤمن بفكرة المثل الأعلى. هناك بلدان ربما تسبق تونس، فكل بلد تعمل وتنشط وتتقدم بنفسها وبناءً على ظروفها، ممكن أن نقول أنه على كل بلد الاستفادة من تجربة تونس. نحن في مصر أيضاً خطونا خطوات. أنا أكتب  اليوم في الأهرام والمصري اليوم مقالات لم يكن من الممكن أن أكتبها في أيام السادات ولا حتى في أيام عبد الناصر. نحن في مصر أيضاً في تقدم ونسير بشجاعة، ولكن أمامنا طريق طويل. النساء في تونس شجاعات والشعب التونسي، شعب شجاع ورئيس تونس شجاع.

 

هل تعتقدين أنه يمكن تطبيق قانون المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة في باقي الدول العربية المسلمة الأخرى، مثل ما حدث في تونس؟ وهل المجتمعات العربيات مهيئة بشكل كافي لاتخاذ مثل هذه الخطوة؟

 

حينما تكون السياسة متقدمة والثقافة متقدمة والمجتمع متقدم أيضاً. كل هذه الأمور تلعب دوراً. أهم شيء أننا نتقدم عقلياً وفكرياً بالتوازي مع تقدم السياسة. الأديان يجب أن تكون حالة خاصة، ولا دخل لها بأمور السياسة والمجتمع.

 

هل تعد خطوة المساواة في الميراث، خطوة الألف ميل في مشوار المساواة التامة بين الرجل والمرأة في العالم العربي؟

 

هذه ليست الخطوة الأولى، سبقتها خطوات من قبل. نحن لا نبدأ من الصفر أبداً، لأن التاريخ يسير في حلقات متصلة. فهي خطوة ضمن سلسلة من الخطوات، التي تساعد على التقدم وعملت على تشجيع كثير من الناس على التكلم في المساواة في الإرث و في النسب.

 

 هناك من يرى أن تعارض حقوق المرأة في القوانين الوضعية والتشريعية مع واقعها، قد يرجع بالأساس إلى سوء في التطبيق، كيف ترين ذلك؟

 

في تونس القوانين سابقة للوضع الواقعي للمرأة. زرت تونس عدة مرات من قبل. القانون في تونس سابق للوضع الاجتماعي للمرأة، لأنه عندما تكون القيادة السياسية جريئة، مثل السبسي ويوافق على قوانين متقدمة مثل بورقيبة، ولكن الوضع الاجتماعي والسياسي والديني والثقافي في البلد لا يعرف التقدم، لهذا سنجد القانون متقدم، لكن المرأة لا تستطيع تطبيقه في حياتها ولا حتى الحكومة. نحن بحاجة إلى نهضة ثقافية فكرية سياسية تضرب الأخطبوط وتجار الدين في الصميم.

 

 ألا ترين أن محاولة وضع قوانين جديدة لا تتفق مع الشريعة قد يؤدي إلى مشاكل اجتماعية ودينية، لأن الأمر هنا يتعلق بثقافات راسخة في المجتمعات العربية والإسلامية؟

 

القوانين لابد أن تتعارض مع الوضع القائم، لا يوجد شيء راسخ إلى الأبد. نحن أمضينا مائة سنة ودخلنا القرن العشرين نتكلم نفس اللغة عن المساواة بين النساء والرجال. نحن تأخرنا مائة عام. نحن مللنا قصة المساواة. كل الأشياء تتغير وسوف تتغير، لأن التيار الشعبي والشبابي الآن رافض للتجارة بالدين أو بالسياسة أو الاستغلال الداخلي أو الخارجي، ولابد من تجديد الخطاب الديني وعمل ثورة فكرة في الفكر الديني.

 

الدكتورة نوال السعدواي، كاتبة وناشطة نسائية مصرية، و من رائدات الحركة النسائية الحديثة في العالم العربي.

 

حوار: إيمان ملوك

مجموع المشاهدات: 5603 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (11 تعليق)

1 | مصلي
بآختصار الله إنزل عليك النعلة في هادا اليوم انت العقروشة والعقروش قايد السيسي شبعت كيف آمساخط الوالدين
مقبول مرفوض
1
2018/11/30 - 07:46
2 | متابع
سبحان الله كنت أضن ان هذه المجرمة ماتت.المهم اللهم طول لها في العمر حتى 130سنة حتى تطلب الموت فلا تجده.
مقبول مرفوض
0
2018/11/30 - 07:55
3 | مسلم حداثي
الله أهديك لتلك السعداوي
ويسري الله اغفر لينا و ليس الآلة السعداوي، سيري فين تقولي شي آيات من القرآن رام فالخر دحياتك.
مقبول مرفوض
0
2018/11/30 - 08:29
4 | لحسن
غير معقول
اتمنى ان لا يفرض علينا ما لا يرضي الله .كما امنى ان يترك المجال مفتوحا للمورت في الاختيار بين المساوات من عدمه
مقبول مرفوض
0
2018/11/30 - 08:39
5 | كيكي
المساواة في الختان
المساواة في الختان و الب... واقفا ما هذا الهراء استسمح الجميع
مقبول مرفوض
0
2018/11/30 - 08:46
6 | مهاتما غاندي
المستقبل يبن النساء و الرجال
اصلاح اساس في العلاقة بين الرجل و المراة في هذا المجتمع سيفرض نفسه عاجلا او اجلا و يتمثل في تقسيم الارث بالتسىاوي، منع التعصيب، اعادة النظر جذريا في مفهوم القوامة بحيث ينفق الزوجان العاملان على الاسرة و يتحملان المسؤولية المالية سويا...في انتظار هذا الاصلاح الذي يحق العدل و يرفع الغبن عن الجنسين ها العار اجيو نعطيو امهاتنا و اخواتتنا غير ديك البركة لي اعطتهم الشريعة!
مقبول مرفوض
0
2018/11/30 - 08:55
7 | عمر
منكر
المساوات في الزواج اي بمعنى أن تصبح المرأة التونسية لها الحق ان تتزوج 4 رجال ! هذا هو الخروج بعينيه . اللهم إن هذا منكر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . . .
مقبول مرفوض
0
2018/11/30 - 01:11
8 | ياحليلو
ياحليلو
سبحان الله كاع هد العيالات التي كايهرجو بحال هد الافكار تايكونو كي العقوبات(كوفرة)اوضربة خطا الدقيقة90 مداها فيهم حد اش تايبقا ليهم فقط الدين
مقبول مرفوض
0
2018/11/30 - 02:11
9 | عباس
السعداء
لكي تكوني سعيدة اسعدك الله ولو أنت مخالفة لشرع الله أسحبي رأيك في دين الله تكوني أحسن السعداء
مقبول مرفوض
0
2018/11/30 - 02:11
10 | مغربي أصيل
زنديقة
اكبر متخلف هي انت ، انت وكل منضمات التقدم النساء خربتم النساء بأفكاركم الجهنمية.
مقبول مرفوض
0
2018/11/30 - 03:11
11 | ساط
بوعو دوى
حيزبون و اعوانها من شياطين الانس يحاربون دين الله . وضعت رجليها داخل القبر و مازالت تحارب الاسلام و تتغنى بكلام فساق العلمانية لكنها ستجد ما قدمت امامها .اما تونس فهي سباقة دائما في محاربة الدين و على يد جميع رؤسائها باحلال الفسق و الفجور و الرذيلة .اما في ما ينفع الامة فهم في ذيل الدول.فالله المستعان
مقبول مرفوض
0
2018/11/30 - 03:31
المجموع: 11 | عرض: 1 - 11

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة