الرئيسية | أقلام حرة | حكومة بلا معارضة

حكومة بلا معارضة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
حكومة بلا معارضة
 

بعد فترتين متعاقبتين من حكومتي ما بعد دستور 2011، و مع كل الدعوات للأحزاب بتغيير تلك الصورة التي كرستها على مدى عقود، مازالت هذه الكيانات غير قادرة على استقطاب الشارع و تأهيله و تنظيمه، بتجديد خطاباتها، و تجويد ممارستها و متابعة العمل الحكومي و دعمه و تقييمه و مراقبته ... أكانت موالاة أو معارضة.

غير أن خاصية المشهد السياسي في المغرب، أن لا وجود لمعارضة بمعناها الحقيقي الملموس،قادرة على الإقناع، واستثمار الغضب الشعبي ضد الحكومة مثلا، و مانشاهده أصوات برلمانية معدودة، فهي طرف احترقت أوراقه، و هي شتات من أحزاب و شخصيات و أعيان بعضها أو بعضهم لم تمنحهم اللعبة مقاعد البقاء في العمل الحكومي أو ضيعتهم حسابات خاطئة أو تجاوزتهم كواليس التشاور...

حتى من اتخذ موقع المعارضة كخيار يؤسس لثنائية ما، أصبح رهين صراعات داخلية تعكس اختلاف المشارب داخل هذا الكيان، إن مشكلة المعارضة و أحزاب كثيرة أنها فقدت المصداقية لسنوات طويلة من العمل الانتخابي و الحكومي، شاخ بعضها و تلاشى بعضها و انشطر بعضها، و جلها كائنات انتخابية تتاجر في صكوك التزكية...

غير معارضة الأحزاب، تتوارى معارضة أخرى بين ثنايا إعلام الإشاعة أو التجييش المستمر، مستثمرا حالة الاحتقان، و الأزمة الاقتصادية، و بعض الأحداث، لضرب جهات معينة و لو بالتلفيق و الخوض في الأعراض...وهذا سلوك نجح فيه الإعلام المصري و تفوق في حربه ضد مرسي.

من حظ الحكومة، مع كل هذا التخبط، أن لا معارضة قادرة على إدارة المعركة ضدها ، و هذه حالة غير صحية، فغياب كيانات مؤسساتية تمثل صوت الشارع الهادر، يجعله يبحث عن بدائل.

 

 فهل سلمت بذاك الحكومة و قوامها كما سلم مربع...؟

مجموع المشاهدات: 667 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة