بعد شلل الحركة بإقليم ميدلت.. تدخل عاجل باشا بومية لتفادي الأسوأ وتأمين عبور المسافرين

"رجعات بحال الشواية".. هكذا أصبحت طريق بإقليم مولاي يعقوب بعد شهر ونصف من اصلاحها

بغيت مراتي اللبنانية.. شاب فاسي يناشد وزارة الخارجية بغيت مرتي تجي للمغرب ونعاودو العرس مع العائلة

رد غير متوقّع من والد سكينة بنجلون بعد الحكم القضائي الذي هزّ الرأي العام

محامية سكينة بنجلون: سعيدة بالحكم وسنستأنفه أمام القضاء

الأمطار تتسبب في انهيار Fan Zone بعين الذياب قبل "الكان"

الإعلام بناء و نماء و ليس إفساد لأبناء الوطن

الإعلام بناء و نماء و ليس إفساد لأبناء الوطن

نور الدين اعباد

رغم أن الإعلام ليس بريئا و إنما هو أداة للتحكم في الشعوب ، إلا أنه قد يساهم إن ألتزم بالأخلاقيات في إنماء وبناء الأوطان ،و ذلك لما تلعبه السلطة الإعلامية من أدوار تنموية و فكرية ، و اجتماعية و اقتصادية و سياسية وثقافية .

لكن إذا ما توقفنا هنيهة أمام قنوات الاعلام في هذا الوطن ، فإننا سنجد أنفسنا أمام مفارقات عجيبة و تناقضات غريبة تأخدك معها الحيرة ، فالإعلام المغربي مدمن على الإشهارات في كل دقيقة أو ثانية إلى درجة أنه يخاطب المواطن باعتباره زبون و مستهلك ، فتتفنن القنوات في عرض الوصلات الإشهارية بطريقة تسيء للإنسان و لكرامته ، و في إنتهاك صارخ لحقوقه و لآدميته ، كما أن هذه القنوات مشغولة بالمسلسلات و الأفلام الغير الهادفة التي لا ترقى بذوق المواطن ، و أيضا ببعض البرامج التي لا تنفع و لا تقدم أي إضافة للمشاهد يمكن أن تفيده في حياته اليومية أو العملية ، فموضوعاتها تتكرر و تحاول التركيز فقط على قضايا مستهلكة ، و في أحيان كثيرة تناقش مواضيع تافهة تستحمر الشعب و لا ترفع من درجة الوعي لدى المتلقي ، و تزيد بشكل مقلق من منسوب الجهل و السطحيةو الخرافة و التيئيس .

و تبقى الطامة الكبرى هي حينما يتم ارغام المشاهد أو المستمع على متابعة مسابقات الطبخ و أيضا اللقاءات و السهرات التي تعرض الفن المبتذل ، إذ تجنح القنوات الى تقديم مجموعة من الفنانين الذين لا يربطهم بالفن سوى الخير و الاحسان كنجوم ساطعة و قدوة للرأي العام و كنموذج في النجاح و التفوق و هم من هذا كله براء .

 

كما ان تعمد تغييب الفكر الفلسفي النقدي و البعد العلمي في تحليل الظواهر و السلوكات زاد من نبرة التطرف و التشدد بشكل يدعو للقلق و التطرف ، و لذلك تحولت بعض البرامج الى منابر ينفت منها المتطرفون سمومهم ، و ينشرون عبرها بؤسهم و عداءهم للفكر الحر و للحداثة ، اللذان يعتبران عماد كل تطور أو تقدم .

لقد اصبح الإعلام بحاجة قوية وماسة إلى التجديد في الوجوه والأقلام والأصوات والرؤى، و

مطالب بأن يكون أكثر احترافية ومهنية في مقارعة الواقع المتغير وتغطية للأحداث المتسارعة ، مساهما هو الآخر في تقديم الاقتراحات و الحلول للمشاكل و الأزمات التي تعصف بحياة و استقرار المواطن دون الاكتفاء بالتهويل والعويل والترويج للنماذج التي لا تزيد الوضع إلا قتامة و ظلاما .

 

فللأعلام مسؤولية كبيرة تحتم عليه التحلي باليقظة وبعد النظر وعمق التحليل و التنبيه الى المخاطر المحدقة بالوطن فيكون بذلك الشريك الاساسي ،الذي به تتقوى القيم الإنسانية و الخلقية و به تتعزز المبادئ الديمقراطية التي تمكن من انشاء مجتمع حر و حديث و متقدم يواكب مستجدات العصر ، و بالتالي يصبح عندها الإعلام عنوان للتطور والبناء و يبقى السند الآمن لكل مسار ينشد السلم والتعايش والحوار و الاختلاف و السعادة و الرفاه .

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة