الرئيسية | أقلام حرة | الفيلم المسيء للرسول (ص): مغفل تافه يستفز حمقى‏

الفيلم المسيء للرسول (ص): مغفل تافه يستفز حمقى‏

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الفيلم المسيء للرسول (ص): مغفل تافه يستفز حمقى‏
 

 

 

 

سمعت مرارا عن أعمال فنية تسيئ للإسلام والمسلمين وكنت دائما أتحاشى مشاهدة هذه الأعمال لأنها في الغالب ناتجة عن مجهولين وليس لهم أي تأثير في الثقافة الإنسانية ولا أحب أن أكون رقما إضافيا إلى عدد مشاهدي هذه الأعمال فلم اكلف نفسي عناء البحث عن صور الكاريكاتيرست الدنماركي ولا عن الفيلم الهولندي المسيء للإسلام .... لكن ما أثاره الفيلم الأخير المسيء للرسول (ص) دفعني لمشاهدته ، فلم يخب ظني  وكان كما توقعته فيلما تافها لا قيمة جمالية له ،  فيلم ضعيف من حيث الشكل والمضمون سيناريو مرتهل لا يرقى لأدنى مستويات كتابة السيناريو ،  تصوير أقل من تصوير الهواة ، ممثلون  لا علاقة لهم بالتمثيل في تحركاتهم وتشخيصهم  ولا يفقهون شيئا عن تاريخ الإنسانية، لقد مثل الأمريكيون أفلاما كثيرة عن تاريخ الأنبياء والرسل وعن تاريخ الإسلام فقدما أعمالا – وإن اختلفنا معهم في قراءة التاريخ الإسلامي -  ذات جودة فنية عالية

أما هذا الفيلم الذي لم أطلع إلا على جزء من نسخته المدبلجة باللهجة المصرية والكل يعرف أن الدبلجة و الترجمة خيانة للنص الأصلي  مهما حاولت أن تكون دقيقة ،  والمقطع المنشور على موقع يوتوب ترجمة الهدف منها إثارة مشاعر المسلمين فقط  من خلال تسويق صور نمطية عند الغرب عن الإسلام كربط الإسلام بالإرهاب عند قول أحد الأبطال :(( الإنسان + x = إرهابي إسلامي ..... إرهابي إسلامي – x = إنسان) وعندما تسأله المرأة عن هذا المجهول x  يعود الفيلم ليذكر بنشأة الرسول والشك في نسبه مع التركيز عن العنف الجنس وتعدد زوجات الرسول  .... وهي تهم ليس جديدة  فكثيرا ما وجهت مثلها للإسلام منذ القديم

الفيلم في مجمله لا يستحق أن يضيع المرء دقيقة واحدة لمشاهدته لأنه ضعيف جدا جدا  ومع ذلك يعد مشاهدوه بالآلاف ولم يكن مخرجه يحلم بهذا العدد من المشاهدين في هذا الوقت القياسي  وهم في الغالب من المسلمين ، والمسلمون بهذا الإقبال على هذا الشريط يجعلون من مخرجه مخرجا كبيرا  ما دام شريطه يحقق نسبة مشاهدة عالية وبذلك يكون المسلمون قد قدموا لهذا الطاقم المغمور من مخرج ممثليين وتقنيين ..)مع الإشارة إلى أن المقطع المنشور لا يحمل عنوانا ولا يتضمن أي جنيريك في البداية أو النهاية ، بل لم تتم الإشارة إلى اسم المخرج ولا شركات الإنتاج  ولا إلى أسماء الممثلين ولا مكان التصوير أة تاريخه وفهو فيلم بدون توثيق كأنه مصور بهاتف نقال ، ويبدو من طريقة التصوير أن ليس من إنتاج شركات كبرى وبعيد كل البعد في مستواه عما ينتج في هوليود وبالتالي قد يكون مجرد حماقة فردية حاول من خلالها إنسان مجنون استفزاز شعوب جاهلة فقيرة معدمة فأصيبت بالصرع  وهرعت في الشوارع منددة بمواقف الغرب ومهاجمة للسفارات الأمريكية مع العلم أن أمريكة قد لا يكون لها علم بالفيلم والجهة التي أنتجته ودبلجته بالعربية .

هكذا يكون المسلمين بتحركاتهم وهمجيتهم  قد قدم لهذا الفليم الضعيف دعاية مجانية ما كانت لتحقق لمخرج الفيلم ومنتجه مهما صرفوا من أموال على الدعاية ، فكل قنوات العالم الآن تتحدث عن هذا الشريط التافه ولكم أن تتصوروا كم ستكون تكلفة إشهار سلعة تقدم في كل قنوات العالم ، فنا يقوم به المسلمون ليس سوى دعاية  لأعمال تافهة... فمن كان سيعرف الرسام الذي رسم رسوما كاريكاتورية في صحيفة محلية بالدانمارك لولا تحركات المسلمين .. وكم نفر كان سيشاهد هذا الفيلم الذين يقولون عنه أنه مسيئ للرسول ( ونحن على يقين أن أغلب الذين يتحركون الآن لم يشاهدوا الفيلم ) ولكن بهذه التحركات العنيفة أحيانا تقدم دعاية مجانية لعمل قد يكون تافها وقد لا يفكر عدد كبير من الناس في رؤيته ... كما أن الرد من المستحسن أن يكون حضاريا ومقارعة الفكر بالفكر ن وهدم الفن السيئ بالنقد والمناهج النقدية العلمية أما الهتاف والزعيق والنعيق وحرق هنا وتحريب هماك ، وتفجير وقتل وتوزيع التهم ذات اليمين وذات الشمال  وتوعد أمريكا والغرب  ... لن يخدم  في النهاية إلا أصحاب الفيلم ويزيدهم شهرة ، ويحقق لهم  إيرادات عالية بعد أن تبح حناجر المسلمين، كما أن تحركات المسلمين ستكرس الصورة السلبية عن الإسلام خاصة وأن هذه الضجة أثيرت بمناسبة أحداث 11 شتنبر وانطلاق الانتخابات الأمريكية مما سيجعل من الإسلام والمسلمين ورقة انتخابية أمريكية بامتياز

مجموع المشاهدات: 1713 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | زاكوري
انت ايضا شاهدت الفيلم
لماذا شاهدت الفيلم اليس هذا نفاقا انا لم اشاهده و لن اشاهده مهما حدث لا يهمني ان كان اخراجه جيدا ام لا ما دام ضد اعظم المخلوفات / لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
مقبول مرفوض
-1
2012/09/19 - 10:41
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة