التبوريشة بملعب مولاي عبدالله خلال عزف النشيد الوطني في افتتاح كأس إفريقيا بحضور مولاي الحسن

مدرب منتخب جزر القمر يكشف أسباب إنهيار فريقه أمام المنتخب المغربي بعد صمود طويل

وليد الركراكي يرد على انتقادات وتساؤلات الجمهور المغربي بعد الأداء غير المقنع أمام جزر القمر

براهيم دياز.. رجل مباراة المنتخب المغربي ضد جزر القمر (تصريح)

تصريحات مزراوي/ أنس صلاح الدين/ لاعبي جزر القمر بعد المباراة الافتتاحية للكان

رغم الانتصار.. جماهير مغربية تنتقد أداء المنتخب أمام جزر القمر في افتتاح الكان

العالم يبحث عن المرسى

العالم يبحث عن المرسى

هند الصنعاني

رحلت سنة 2020 سنة الدروس و المواعظ، سنة الخوف و الهلع، سنة الفقد و الوداع، تعلمنا منها دروسا عميقة في الحياة الإجتماعية و الإقتصادية و السياسة، و بقاءنا شاهدين على آخر أيامها هو اعظم إنجاز يستحق الرضا و يستوجب الحمد.

 

عشنا سنة 2020 أياما مليئة بالاضطرابات النفسية فمع كل خبر وفاة نشعر بالخوف و الشك ربما نكون الضحية القادمة لهذا الفيروس  اللعين، هذا الكائن الذي فرض علينا قيودا و حربا ضد عدو خفي و غير منظور، حولنا الى مرضى نفسيين نعاني من الوسواس القهري و افقدنا القدرة على التفكير بعقل متزن.

 

لكن  و بالرغم من آثاره السلبية علينا،  إلا انه استطاع أن يوحد الإنسانية جمعاء بمسافاتها و طوائفها و دياناتها المتعددة، استطاع أيضا أن يوقف الحروب و أصبح القاتل و القتيل يقفان معا امام عدالة السماء المتمثلة  في هذا الفيروس الضئيل، فلم يعد شغلنا الشاغل المال أو السلاح أو القوة بل فقط الحصول على الاوكسجين و ضمان وجوده في حالة الإصابة به.

 

فجأة و بدون مقدمات،  أدركنا حجمنا الحقيقي و أننا لا قيمة لنا أمام هذا المرض الذي كسر عنجهيتنا و طغياننا، فهو  لم يأت إلا ليكشف لنا عن مدى ضعف الإنسان أمام غضب الطبيعة، فقد أصبحنا نصارع فقط من أجل البقاء، و ايقنا ان هذا الاكسجين الذي نستنشقه بدون مقابل هو أهم نعمة، و جعلنا نعود من متاهات الحياة التي كنا نمشي فيها.

 

 جاء هذا الفيروس ليعلم الإنسانية معنى المحبة و السلام، جاء ليكسر الغرور و التعالي الذي ملأ قلوب البشر و لغى كل المبادئ و التوابث الدينية.

 

 

كورونا، رسالة ربانية لتهذيب النفس البشرية و تصحيح المسار من أجل العودة الى القواعد الإنسانية، نحن نعيش هدنة نفسية جعلتنا نعيد ترتيب الأولويات، أدركنا ان البيت هو الأمان و أن العائلة  هي الإرث الاغلى و أدركنا أيضا أنه يمكن لعاداتنا و طموحنا أن تتغير لتصبح أهمها الصحة و السلامة، رسالة الله لنا أيضا اننا ضيوفا على هذه الأرض و أن العالم مستمر فقط بإرادته التي تعلو فوق كل شيء،  كما جعل الله هذا العالم أكثر تصالحا مع بعضه البعض، فنحن كلنا نركب نفس المركب التي لازالت تبحث عن المرسى الآمن.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة