الرئيسية | أقلام حرة | مشاهد من حرب روسيا: الهوية المثارة

مشاهد من حرب روسيا: الهوية المثارة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مشاهد من حرب روسيا: الهوية المثارة
 
الهلع الذي أصاب الغرب من غزو بوتين، أظهر نوعا من النزعة المخفية لدى الأوربيين كأمة واحدة، بظواهر كانت تستهجن لدى أمم أخرى تعرضت للغزو و الاحتلال و التنكيل،  تنادي وزيرة خارجية دولة عظمى بفتح باب التطوع للراغبين في الدفاع عن أوكرانيا، وكأنها حملة صليبية مقدسة، ماذا لو انطلقت جموع المرتزقة المدنيين ليدافعوا عن قلاع و حصون أوكرانيا، ثم عادوا، هل ستعتبرهم الدولة العظمى ارهابيين و متطرفين تتابعهم و تحاصرهم؟
وزير بلغاري يتحدث عن دعمه لاستقبال اللاجئين الأوكران فهم ليسوا كسابقيهم، متعلمين و متخلقين، أو بمعنى آخر إنهم إخوتنا من أوربا، فهم ليسوا بأفغان أو كرد أو عرب أو أفارقة....
تتعدى حرب الروس، منطق الحدود و غلبة الاستحواذ الجغرافي و الجيوسياسي، لتصبح حرب هويات، و نزعة وجود لقوميتين، والغريب استدعاء الحالة الشيشانية لمعترك الحرب، دون كثير من الجمهوريات التابعة للروس، فهل هو منطق المعتقد و القومية، القرم و الشيشان حالتان للاضطهاد باسم الدين، شرد تتار القرم من طرف الروس و هجروا إلى أصقاع سيبريا، و محيت دولة الشيشان الفتية و استبدلت بسلطة يخرج رئيسها ليعلن أن قواته تحارب تحت لواء القيصر،  لعل ذلك مما يفرح عرب و مسلموا "أبوعلي بوتين"..
في عالمنا العربي، يصطف تياران، صف مفتن بالرئيس الروسي الذي أثخن الغرب ذلا، قلة على ما يبدو تتعاطف مع كييف و ضعفها، أو شراسة قواتها و طائراتها التركية المسيرة..!!
الحرب في تلك الأصقاع، مرتبط بقضيتين محوريتين لدى بعض العرب، الحرب في سوريا و أطيافها، موقفا الدولتين المتحاربتين من القضية الفلسطينية و متانة العلاقات مع الكيان....مما يعني أن بوتين اليوم يمتلك صيتا  داخل الشارع العربي مقابل الزعامة الأوكرانية...
يريد الرئيس الروسي أن يظهر للغرب، أن الشرق قادر على كتابة تاريخ ظن الكثيرون أنه بات من الماضي، فالحال توقف عند عالم بقطب واحد، العوالم تشيخ كما تشيخ الأوراق، الانعتاق سيرورة في الدول، ومن تمتلك الأسس حتى و إن ضعفت لبرهة، يغلبها الخمول، ثم تنتفض بجموح، فقط من يروض جموحه سيستقيم نماؤه، غير ذلك قد ينقلب على عقبه من يتملكه الغرور...

 

بوتين حالة لنهضة فارس، وإن شاخ عوده، غير أنه يرغب في نأديب الخارجين عن طوع المطرقة و الأنجم، ذهبت الايدلوجيا و عادت القيصرية، الشبح العظيم الممتد من أصقاع الكرة حتى أنهار العجوز، يريد أن يعيد مجده على جنبات النازية، هنا يقوم السلاف الغربيون و الجرمان و  آخرون للصريخ....إنها الحرب.
مجموع المشاهدات: 12576 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة