اختصاصي يحذر: أدوية منتشرة في مواقع التواصل قد تدمّر الحياة الجنسية للرجل

المغربي جلال جيد حكما لمباراة أوغندا وتنزانيا بملعب المدينة

موتسيبي حاضر ملعب المدينة لمتابعة مباراة أوغندا وتنزانيا

حضور جماهيري في مباراة أوغندا وتنزانيا بملعب المدينة بالرباط

أمطار الخير تتساقط على منطقة أمسكرود ضواحي أكادير وتنعش الفرشة المائية

الصحفي التونسي صاحب تصريح "الضو مكاينش" ناشط مع الجماهير التونسية في فاس

" رسالة إلى السيد رئيس الحكومة : الحق في الشغل أو الطوفان "

" رسالة إلى السيد رئيس الحكومة : الحق في الشغل أو الطوفان  "

المكناسي زيدان

 

لقد انطلقت صافرات الإنذار ، من تحيّن الأشرار ، وتربّص الفجّار ، فقد صرصرت الأقلام والصحف ، وبحّت الحناجر ،وذرفت الدموع على المحاجر ، محذرة منذرة : من طوفان عارم ، وخطر قادم، أحدّ من السيف الصارم ، يهلك البقية الباقية ، ويهدم كل سدّ وساقيه ، فليس هذا من قبيل الشائعات ، ولا الخزعبلات الخرافات ، و لا العفاريت و الأشباح ،  ولكنها حقيقة و إحدى الكٌَبر ، لا تُبقي و لا تذر ، و نذير للبشر و لمن شاء أن يتقدم أو يتأخر ،  إنها معضلة البطالة و عطالة حاملي الشواهد و السواعد  ، بل إنها القنبلة الإجتماعية الموقوتة التي تنذر بالطوفان العظيم  .

ففي بلد كالمغرب الذي يتغنى بوضعه الإقتصادي و الإجتماعي المستقر ، و أن المغاربة قاموا بربيع ديمقراطي يتماشى و خصوصياتهم ، يخفي في أعماقه و مند عقد من الزمن  معضلة و آفة على قدر كبير من الخطورة ، إنها  معضلة البطالة و إرتفاع معدلاتها بشكل يدفع إلى الإعلان عن حالة الإستثناء في المجال .

الذي يزيد الأمر خطورة ، هو إستفحالها في صفوف شباب أفنوا زهرة عمرهم في التحصيل العلمي ، و أفواج تتلو الأخرى من خريجي نظام التربية و التكوين البائس ، تصطدم بإعلانات و عقود شغل هي الأخرى بائسة سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص  وفي ظل غياب سياسات عمومية للتشغيل و طغيان ميكانيزمات عتيقة و سيادة خطاب الأزمة الذي لا يجيد سوى جواب " الرزق على الله" .

إن المتأمل للسياسات الحكومية سواء السابقة و الاحقة فيما يخص التقليص من معضلة البطالة ، سيكتشف بالملموس أنها فشلت فشلا ذريعا و أبانت عن محدوديتها و قصور نظرتها و غياب مخطط إستراتيجي إجتماعي واضح المعالم .

فعندما يكثر الحديث  في الدوائر الرسمية ، عن ملف إجتماعي ضخم و مرشح للإنفجار كملف عطالة الشواهد العليا ( الإجازة –الماستر- الدكتوراه) ، لا تكاد تسمع سوى لأرقام لازلنا نشك في مدى صدقيتها ، خصوصا في بلد كالمغرب لازالت في الأرقام غارقة في براثن السياسة و لا زال المسؤول الحكومي يختصر المعضلة في الأرقام و يجتهد في صياغتها ، بحيث يبقى همه الوحيد هو تخفيض الرقم و ليس حل المعضلة من جذورها لتستفيد الأجيال المقبلة .

الذي يؤكد حضور هاجس الأرقام هذا ، ما أفصح عنه السيد مستشار رئيس الحكومة المكلف بالشق الإجتماعي ، حينما بدأ مذاخلته في إحدى البرامج التي بثتها البارحة إحدى قنوات القطب العمومي و التي كانت تناقش معضلة البطالة بالمغرب ، بحيث ظل يسرد في الأرقام و الإحصائيات و هي أرقام تناقض واقع العطالة بالمغرب . و إن كنا نعلم كما يعلم الجميع أن السيد مستشار رئيس الحكومة  رجل أرقام و إحصائيات ، في الوقت الذي كان على حزب العدالة و التنمية أن يرسل بتمثيلية حاملة في جعبتها خطة و إستراتيجية إجتماعية واضحة المعالم ، تزرع التفاؤل عوض التشاؤم و إلقاء باللائمة على الأخر كما فعل سيد المستشار المحترم .

لقد بدا واضحا غياب المشروع الحامل للأمال عريضة من الشباب المعطلين في  تصريح رئيس الحكومة داخل قبة البرلمان  في رده على تدخلات الفرق النيابية ، و لا سيما في الشق المتعلق بالبطالة و خصوصا التنصل من تنفيذ مقتضيات محضر 20 يوليوز 2011  حينما رد بخطاب سياسي ذو نبرة إنفعالية ، نستشف منه أن السيد رئيس الحكومة لم تكن له أنذاك إستراتيجية إجتماعية واضحة المعالم خصوصا عطالة الشواهد العليا ، و الدليل على دلك ختم كلامه بالدعاء مع المعطلين بالتوفيق و النجاح و أن الرزق بيد الله .

إن الحقيقة المرة التي تخشى الدوائر الرسمية إطلاعنا عليها في نشرات أخبارها ، عندما تتناول موضوع البطالة كمادة دسمة و تستعرض من خلاله عضلاتها بالأرقام و الإحصائيات حول إرتفاع أو إنخفاض معدلات البطالة و عدد السكان النشطين ، هي أن الخطط و الإستراتيجيات المرسومة كانت ذات طابع سياسي محض ، في حين أن حل المعضلة جوهرها إقتصادي و إجتماعي بعيدا عن المزايدات السياسية بين الأغلبية و المعارضة داخل قبة البرلمان أو في البرامج السياسية و  الحوارية في قنوات القطب العمومي.

إن حل معضلة حاملي الشواهد العليا ( الإجازة – الماستر – الدكتوراه) أعمق بكثير مما يتصوره الطرف الحكومي ، فلا هي بإحداث المؤسسات الصورية و لا خلق لجان بائسة التقارير أو الإجتهاد في خلق الأرقام و المؤشرات المناقضة لواقع العطالة بالمغرب .

إننا اليوم أصبحنا أمام مفهوم جديد يقض مضجع التنمية المستدامة و يهشم كل مبادراتها ، إنها البطالة المستدامة في صفوف حاملي الشواهد العليا ، بحيث أصبحت الجامعات و المعاهد العليا المصنفة منها و غير المصنفة بمثابة معمل للتكرير و إنتاج و إعادة إنتاج المعطلين ، و يكفي أن تزور العاصمة الرباط كل أربعاء و خميس لتقف عن كثب على حجم المعاناة الحقيقية ، بعيدا عن الأرقام الوهمية و الخطابات الرسمية الرنانة  و الوعود المسمومة و المؤجلة ، بحيث أصبحت ساحات العاصمة و لا سيما أمام البرلمان مشهورة على الصعيد الوطني و الدولي ، حاملة شعار " عطالة الشواهد العليا عالم جديد كل يوم يناديكم " .

ونختم مقالتنا بكلمات أحد المعطلين ملؤها التحدي و الإصرار ، و رسالة واضحة لمن يهمهم الأمر : إما الحق في الشغل أو الطوفان

إن المعطلين صخرة صلدة إن نطحتها """" فلن توهنها بقرونك يا وعل

فلا تفرحن يا بن كــــــيران بيوم فيه   """" تهزم و تولي الأدبار و تمل

هو حقنا لســـــنا بتاركـــــيه أبدا     """" و إن طالنا التنكيل و القتل

حق لا ينكره إلا كل جــــهالة        """" أو لئيم خبيث المنبت ندل

سنناضل عن حقنا في غير هوادة   """" و ما من تهديد إلا سيعقبه فعل

سنأتي رجالا و ركبانا بل و حبوا  """" و قد نأتي حفاة إذا تمزق النعل

لا شيء يشغلنا إذ لا شغل لنا       """" نضالنا على الشغل هو الشغل

أبـــــناء جنوب لهم حق وظيف    """" و أبناء الشمال عندك حشرات و نمل  

هذا لعمري حيف و سبيل تفرقة """" و خروج عن القانون و المساواة و ميل

إذا لم تراع للإسلام الذي تدعي مقاصده """" فلا ينفعك عن الله فرض لا نفل 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة