التبوريشة.. شاهدة لحظة دخول الأسود إلى الملعب وسط تفاعل كبير للجماهير المغربية

وصول لقجع وبنسعيد إلى ملعب مولاي عبد الله قبل انطلاق مواجهة أسود الأطلس ومالي

لقطة طريفة لنور الدين أمرابط مع حراس الأمن في مدخل مولاي عبد الله

لحظة وصول الأسود إلى الملعب: الجماهير المغربية تهتف.. "الشعب يريد كأس إفريقيا"

أشهر صانع محتوى في مالي المعروف برقصاته المثيرة يتوقع فوز منتخب بلاده على الأسود

جيبو الكأس للمغرب.. مشجع مغربي يشعل الحماس قبل مواجهة منتخب مالي

بؤس البرجوازية المغربية

بؤس البرجوازية المغربية

محمد أزوكاغ

 

من خلال معطيات التجربة اليومية واعتمادا على المقارنة والمقابلة يصل المرء إلى قناعة لا تحتاج إلى جرد وتحليل. يتعلق الأمر هنا بسؤال التأخر التاريخي أي إدراك وجود مرحلة متقدمة في تطور التاريخ بالنسبة لظروف مجتمعنا الأصلي.
 
مقياس القياس تاريخيا لم يكن ثابتا يوما، لكن مرحليا يمكن القول أن المقياس المعتمد لقياس درجة التقدم وبالتالي التأخر هو الغرب/الشمال/ المركز. لا يهم الاسم بقدر ما يهم المجال المعني هنا، أي أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، وهو مقياس شمولي يتضمن نمط الإنتاج الاقتصادي، الثقافة المسيطرة، الأخلاق الفردية، الممارسة السياسية...
 
تاريخيا لم يحتدم سؤال إدراك التأخر في بلد أكثر مما احتدم في ألمانيا القرن 18 و19م عند مقابلتها مع إنجلترا وفرنسا، لذلك كن سؤال التأخر التاريخي أحد أهم مقومات البحث الماركسي والفلسفة الألمانية ككل. وبما أن المادية التاريخية في آخر التحليل تضع الطبقة البرجوازية كمنقذ من التأخر ومعمم للعصرنة بناء على تجارب التقدم الفرنسي والإنجليزي، كان لزاما طرح السؤال حول كيفية التبرجز أي الانتقال إلى السيطرة البرجوازية وبالتالي العصرنة؟
 
جل الأبحاث التي أجريت على الطبقة البرجوازية الغربية، أي الطبقة التي تعصرن المجتمع وفقا لمقولات الماركسية،  برهنت على التناسق الكبير بين مظاهرها جميعا من جهة وبين هذه المظاهر والثقافة التي تميز هذه الطبقة من جهة أخرى. والنتيجة الحتمية هي أن سيطرة البرجوازية تؤدي تلقائيا إلى عقلنة الحياة الاجتماعية: الأخلاق، الصناعة، العلمانية، السياسة، الديمقراطية.
 
لكن ماذا نجد في بلدنا؟ التجربة اليومية تحيلنا إلى وجود طبقة برجوازية غير مشبعة بالثقافة البرجوازية المنتظمة. نجد عند البرجوازية الوطنية انفصالا بين عقلانيتها الاقتصادية وبين أخلاقها الفردية أو العائلية، بين العلم التجريبي والاعتقاد الديني. يشخص البرجوازي المغربي العقلانية في المصنع ويؤمن بالشعوذة والأساطير في حياته العائلية. لا يشعر بأي انفصام وهو في محيط يفترض أن يكون بالنسبة له لاعقلاني. يغلب عليه الاستهلاك والتمتع لا الإنتاج والادخار.
 
هناك في المغرب من ينفي نهائيا وجود طبقة برجوازية مغربية، هذا غلو. الواقع أن الطبقة البرجوازية المغربية طبقة وسطوية (العصر الوسيط) أي نقدية (من النقود) ينفصل عندها مفهوم الطبقة عن الثقافة، لذلك لا تلعب أي دور يذكر في عصرنة المجتمع المغربي، وما دام الأمر كذلك فإن التأخر سيعمر طويلا.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة