الرئيسية | سياسة | في ظل أزمة "كورونا" الخانقة...لماذا هذا الإصرار على التشبث بمعاشات الوزراء والبرلمانيين "المستفزة" و"غير المستحقة"

في ظل أزمة "كورونا" الخانقة...لماذا هذا الإصرار على التشبث بمعاشات الوزراء والبرلمانيين "المستفزة" و"غير المستحقة"

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
في ظل أزمة "كورونا" الخانقة...لماذا هذا الإصرار على التشبث بمعاشات الوزراء والبرلمانيين "المستفزة" و"غير المستحقة"
 

بقلم: إسماعيل الحلوتي

خلافا لما سبق أن أبداه عضو المكتب السياسي بحزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" ورئيس مجلس النواب الحبيب المالكي من تشبث قوي بمعاشات البرلمانيين، باعتبارها حقا مشروعا يخوله لهم القانون، مصرحا بأن المطالبة بحذفها لا يعدو أن يكون شكلا من أشكال الشعبوية التي تهدف إلى التقليل من شأن المؤسسة التشريعية وأهميتها في الحياة السياسية.

ولما كان أعلن عنه سابقا رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني في مجلس المستشارين، من كون مسألة إلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين أمرا يتجاوزه. مكتفيا بدعوة البرلمانيين في الغرفتين الأولى والثانية إلى تعديل القانون المؤطر لها تمهيدا لإلغائها، حيث طالبهم بتقديم مقترح قانون جديد يتم بموجبه نسخ "قانون التقاعد" المعمول به، لكونه يندرج ضمن اختصاصاتهم وأنهم وحدهم القادرون على توقيفه. علما أن حكومته خصصت 14 مليون درهم لتقاعد أعضاء الغرفة الأولى في قانون المالية برسم سنة 2020، رغم أن صرف المعاشات متوقف منذ أكتوبر 2016.

أقدمت النائبة البرلمانية ابتسام مراس عن الفريق الاشتراكي خلال هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة التي تمر منها بلادنا ومعها العالم أجمع، بسبب تفشي جائحة "كوفيد -19" التي ما انفكت تحصد آلاف الأرواح، على خطوة جريئة من خلال التصريح علانية بالتنازل عن معاشها وتحويل الاقتطاعات الشهرية الخاصة بصندوق تقاعد البرلمانيين لفائدة صندوق مواجهة آثار فيروس كورونا المستجد، معتبرة أن مبادرتها شخصية وغير ملزمة لأي كان.

وللأمانة يشار إلى أنها ليست الأولى، فقد سبقتها إلى ذلك عام 2017 كل من النائبة البرلمانية حنان رحاب عن نفس الحزب، التي طالبت آنذاك عبر صفحتها الشخصية في "الفيسبوك" بالقضاء على كل الممارسات والقوانين التي تكرس الريع وتجعل من العمل السياسي مجالا للاسترزاق، منادية بمراجعة نظام معاشات أعضاء مجلس النواب، الذي تتعارض بعض مقتضياته مع قواعد الديمقراطية الحقيقية المراد إرساؤها في البلاد. وأنه في ذات السياق اعتبرت النائبة البرلمانية ابتسام عزاوي عن فريق الأصالة والمعاصرة هي الأخرى أن هذه المعاشات تعد ريعا سياسيا فقد مبرره في مغرب اليوم، وأضافت في صفحتها "الفيسبوكية" أنها لا ترى أي سبب موضوعي للاستمرار في صرف معاشات غير مستحقة تكلف الدولة والمواطنين الكثير، وعادت في عام 2019 لتضع لدى رئاسة مجلس النواب مقترح قانون يتعلق بإلغاء وتصفية معاشات أعضاء مجلس النواب، كما فعل قبلها النائبان عمر بلافريج ومصطفى الشناوي عن فيدرالية اليسار عام 2018 غير أن المقترحين معا أقبرا سريعا. وهناك برلمانيون آخرون من مختلف الأحزاب أعلنوا ما مرة عن استعدادهم للاستغناء عن معاشاتهم...

بيد أن ما ينشر في العلن على الصفحات الشخصية للبرلمانيين في مواقع التواصل الاجتماعي، لا يعكس حقيقة ما يضمره الكثيرون وما يحدث تحت قبة البرلمان من "جعجعة"، ولا أدل على ذلك أكثر مما عبروا عنه من رفض لمقترح قانون يقضي بمنع تعدد الأجور والتعويضات، وتمسكهم الأعمى إبان فترة الحجر الصحي بالامتيازات المخصصة لهم من لدن إدارة المجلس في الجلسات العامة أو أثناء اجتماعات اللجن الدائمة. إذ رغم مكوثهم في بيوتهم، أبوا إلا أن يشنوا هجوما عنيفا ضد مشروع قرار لرئيس مجلس النواب يقضي بإلغاء تعويضات التنقل والمبيت في الفنادق، وتعليق الأيام الدراسية والسفريات إلى الخارج، لاسيما بعد إعلان السلطات عن إغلاق الحدود الجوية.

فطالما أثار موضوع إلغاء معاشات البرلمانيين والوزراء لغطا شديدا في البرلمان وخارجه، وصيغت من أجله عرائض كثيرة ونظمت وقفات احتجاجية. إذ ظل يستأثر باهتمام الرأي العام ولم تنفك

الآراء والمواقف تتضارب حوله، بين من يراه مجرد مزايدات سياسوية في الوقت الذي توجد فيه معارك أخرى أهم تستدعي انخراط الجميع فيها بحس وطني وروح المسؤولية، وأن هذه المعاشات حق مكتسب لا يمكن المساس به أو التخلي عنه. فيما يعتبرها آخرون ريعا يجب وضع حد له على أساس أن مهمة البرلماني مهمة تمثيلية تنتهي بنهاية ولايته التشريعية، وأنه لا اعتراض على تخصيص تعويضات مقابل القيام بها حفاظا على استقلالية البرلماني. ويرفض المغاربة بقوة أن يحصل برلماني أو وزير أو رئيس حكومة على "معاش" يتراوح ما بين 5 آلاف و70 ألف درهم شهريا مدى الحياة، مقابل مهمة سياسية مؤدى عنها ولا تتجاوز مدتها في الغالب خمس سنوات، بينما ملايين العمال يفنون أعمارهم في الكدح لا يتقاضون في أحسن الأحوال سوى معاش بقيمة 4 آلاف درهم. فضلا عن أن التقاعد يتم على أساس الوظيفة، في حين أن المهمة البرلمانية مهمة انتدابية وطنية نبيلة.

 

كان بودنا في ظل ما كشفت عنه جائحة "كوفيد -19" من واقع مر تتخبط في أوحاله ملايين الأسر المغربية الفقيرة، التي لولا استفادتها من دعم صندوق كورونا أثناء حالة الطوارئ الصحية، لحصلت الكارثة الأفظع، أن يستخلص البرلمانيون وأعضاء الحكومة الدرس ويبادروا جميعا وفق ما أبان عنه المغاربة من تضامن وطني كثيف عبر مجموعة من المبادرات، إلى الانخراط في صياغة قانون والسهر على تمريره، يتم بموجبه إلغاء تلك المعاشات المستفزة واللامشروعة وتحويلها ومساهمات الدولة إلى ما يفيد البلاد والعباد، والبحث لأنفسهم عن بدائل أخرى من قبيل الاشتراك في تقاعد تكميلي. لكن يبدو أن مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار .

 
مجموع المشاهدات: 4543 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (18 تعليق)

1 | يتبع
بصحتهوم
إنهم يستحقون أكثر لو كان الأمر بيدي لزدتهم مثلا أوفر لأبنائهم وأقربائهم وجيرانهم مناصب شغل مهمة ذات دخل مرتفع ولأزواجهم خادمات وسيارات فارهة وسفريات للخارج للتجوال إنهم يخدموننا ولا ينامون في بيوتهم بل ينامون أمامنا في قبة البرلمان إنهم أبطال هذا الزمان.
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 01:56
2 | سعيد
قرار من ملك البلاد والسلام ما عساهم يفعلون سيطأطؤن رؤوسهم ككل المغاربة ويقولون ان قرار الملك قرار سديد
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 02:02
3 | يوسف
رأي
سلام هذا ما يسمى بالتسييس وليس السياسة . جلهم أصحاب مصالح شخصية ولا يدرون مامعنا التضامن.
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 02:06
4 | ايمداحن الحسن
الوحدة والتضامن
لو كانوا يحبون هذا الوطن ويخافون عليه لتخلوا عن هذه التعويضات في هذه الأزمة.
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 02:09
5 | ملاحظ
مايمكنش
لغة الخشب ليس الا. والله لأنهم ياكلون السحت.
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 02:19
6 | مسكين او خاطري هاني
باز باز باز لارحمة ولا شفقة. هاد الناس مكيفكروش في عباد الله لي مالقات ماتكول متلبس او باش تعيد. الغريب في الامر هو ان انسان عادي كيربح ربعين الف ريال عايش او كيعون والديه او كي خبي شوية او فرحان. او هاد النواب مانعرف شحال كيربحو او زيد التعويضات او زيد شي حوايج فابور وديما كيشكيو. واقيلا ماكيشيطلهم والو من المنضة حيت كلشي غالي. الله يعطينا وجوهكم.
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 02:20
7 | مواطن
متتبع
من الأهمية بمكان إخراج وإعلان لوائح النواب المؤيدين والمعارضين للابقاء على معاشات الوزراء والنواب حتى يظهر كل أحد على حقيقته.
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 02:23
8 | مغربي
ماذا يصنع هؤلاء حتى يستفيدوا من راتب المعاش ؟ عيب وعار ان يستنزف هؤلاء ميزانية الدولة لا لشيء الا انهم انتخبوا لخمس سنوات ! يجب اعادة النظر في هذا المعاش والعمل على حذفه ؛ والا يستفيد النواب الا من تعويض شهري لا يتعدى خمسة الاف درهم اثناء مزاولتهم لمهامهم؛ وبهذا لن يتقدم للانتخابات التشريعية الا الاشخاص ذوي الاريحية الذين سيعطون لبلدهم بدل الاخذ منه
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 02:24
9 | متتبع
لانهم وزراء في المغرب
زيد الشحمة في كرش المعلوف
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 02:30
10 | Riad
المحاسبة
البرلمانيون اغلبهم ميسورين و لهم شركات و مشاريع تدر عليهم دخل مهم و اغلبهم وصل الى قبة البرلمان بعد ان بدد اموال طاءلة لشراء الاصوات فاذا و فروا عليهم الاموال لشراء الذمم فبعملية حسابية بسيطة يتبين انهم قادرون على ان يعيشوا في احسن الاحوال و بدون معاش التقاعد ، ثم اذا ارادوا الخير لبلادهم و كانت لهم سوى الجنسية المغربية فهم سيعطون المثال في التضحية لانهم يمثلون الشعب وهم من يحكمونه ولذلك هم من يقدم البلاد او ياخرها...
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 02:47
11 | محمد
الريع
يجب القطع مع سياسة الريع سواء أكان الأمر يتعلق بزمن الوباء أو بغيره. كفى من العبث. هناك قطاعات حيوية تحتاج إلى الاهتمام بها كالتعليم والصحة وتوفير مناصب شغل للشباب العاطل والاهتمام بالتكوين والبنية التحتية و.... كفى من اغناء الغني وافقار الفقير.
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 02:51
12 | ابوعابد
معاشات البرلمانيين
دولة الريع والفساد.
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 02:58
13 | المصطفى
الريع
لي تلاتة اخوات واخر رابع معوق ايتام بدون اب او ام ثلات نسوة معوذات لادخل لهن وغير متزوجات وكذالك اخوهم المعوق يسكنون في منزل مشترك بمنطقة الهراويين مديونه لم يستفيدوا لا من راميد ولا من اي شيئ من هذا المنبر ادعوا السيد لحبيب المالگي ان يدافع ممثل الامه ان يدافع على الطبقه المسحوقه بدل الدفاع على ريع البرنمانيين فاغلبيتهم ميسورن
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 03:10
14 | محمد
رسالةولكن
ولكن مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار نعم هده هي الحقيقة
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 03:20
15 | عبد الله
لا حول ولا قوة الا بالله
لا حياة لمن تنادي...هذا قرأيى ينبغي أن يصدر من أعلى سلطة في الدولة لإيقاف هذا النزيف المالي الذي يؤخذ بغي وجه حق. فمن أراد أن يتقدم للبرلمان أو الوزارة فعليه أن يتقاضى ما يستحق خلال مدة عمله ولا تقاعد له ويرجع إلى مهنته التى كان يتولاها قبل استمراره وتحملت عضوية البرلمان. وبهذا لن يتولى المسؤولية إلا من أراد أن يعمل ولا طمعا في التقاعد المريح الذي ما انزل الله به من سلطان فهو يحتاج وسرقة لأموال اشعب لأن هذا العمل ليس وظيفة تؤهله لللمعاش اي التقاعد. وللأسف هناك من عقد في وزارته بضعة أشهر ويأخذ تقاعدا مع العلم ان كل واحد منهم له مدخله. وإذا لم تستحي فاصنع ما شئت في دولة توزع المال على من لا يستحقه ولا حول ولا قوة الا بالله. فإلى هؤلاء اقول لهم ويلكم من قاضي السماء الله رب العالمين القائل في كتابه( ولا تأكدوا أموالكم بالباطل)
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 03:21
16 |
الريع المستحق
بصحتهم و براحتهم هم الذين يقضون حياتهم في المكاتب و الاقسام خدمة للمواطن و التلميذ و الطالب
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 03:47
17 | علي بن حمو كاحي
ثُلّةٌ من الناس يجتمعون في قاعة فخمة ضخمة و بعد انتهاء مسرحياتهم يتفرّقون كلٌّ يأخذُ وِجْهتَه نحو مصالحه الخاصة و مشاريعه بعد أن ضحكوا على الشعب المغربي الفقير و المحتاج و الغارق في سُباتِه العميق و الغارق في جهلِه بكل ما يجري في كواليس ( القبة الموقَّرة ) و ما يدور في السرّ و العلَن من طرَف أشخاص لا يسعوْن إلّا وراء مصالحهم الشخصية فقط بعيداً عن أية مصلحة عامة للوطن و المواطن.
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 05:10
18 | عزوز
اش هاد القانون
حنا خدمنا حياتنا كلها في الوظيفة العمومية منا من اصابته امراض مزمنة يصرف نصف او اكثر من معاشه في التحليلات والمصحات والعلاجات ومنا من لم يستمتع بمعاشه إطلاقا حيث كانت نهايته الوظيفية متزامنة مع نهاية عمره زد على ذلك انه أدى لصندوق المعاشات مقدارا من اجره مدة أربعين سنة وياتي المحظوظون يريدون ان يطبقوا قانونا صنعوه على مقاسهم وفاءدتهم.. إنه اكل اموال الناس بالباطل ياسادة.. كل لحم نبت بالسحت فالنار أولى به كما اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. هؤلاء القوم كرهونا في السياسة والسياسيين وبدانا نشعر بالغبن والاحتقار والدونية امامهم ونحن نموت بغيضنا فنفوض امرنا إلى خالقنا فهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير
مقبول مرفوض
0
2020/07/15 - 08:07
المجموع: 18 | عرض: 1 - 18

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة