الرئيسية | سياسة | مغرب ما بعد انتخابات 2021.. "رهانات" كبرى تصطدم بواقع سياسي "هش"

مغرب ما بعد انتخابات 2021.. "رهانات" كبرى تصطدم بواقع سياسي "هش"

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
مغرب ما بعد انتخابات 2021.. "رهانات" كبرى تصطدم بواقع سياسي "هش"
 

أخبارنا المغربية: عبدالإله بوسحابة

لا شك أن هناك شبه إجماع وطني، كون المواطن المغربي لم يعد يثق في الساسة والسياسة، بعد سنوات طويلة جدا، اتضح من خلالها أن دور الناخب لا يعدو أن يكون مجرد آلة انتخابية يستعملها الساسة للوصول إلى المناصب الكبرى، مع بعض الاستثناءات التي تبقى قليلة جدا، الأمر الذي تسبب في حالة من العزوف، سرعان ما ارتفع مؤشرها مع توالي السنوات وتكرار نفس المشاهد البئيسة التي خلفت حالة استياء كبرى لدى الناخبين، ما ينذر بتعميق هوة التنافر بين الساسة والمواطنين خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة.

وأمام هذه الإشكالية الصعبة، لابد من طرح سؤال عريضة جدا: "هل يمتلك المغرب نخبا سياسية حقيقية، في مستوى التحديات والتغيرات التي شهدتها المملكة تزامنا مع اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء؟".. فالقادم بعد سلسلة الانتصارات الدبلوماسية الكبرى التي قادها جلالة الملك، تحتاج إلى نخب سياسية في مستوى عال من الحس الوطني أولا، علاوة على امتلاكها من القدرة والكفاءة والخبرة والتجربة الكبيرة، ما يخول لها حسن تدبير المرحلة المقبلة، إن على المستوى الوطني، الإقليمي، وخاصة الدولي، بالنظر إلى حجم الفتوحات الاقتصادية والسياسية وأيضا الدبلوماسية التي تنتظر البلاد، سيما بعد توقيع المملكة على اتفاقيات دولية، تزامنا مع اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، حيث من المنتظر جدا، أن تلعب المملكة دورا محوريا في الاقتصادات العالمية، كبوابة لإفريقيا، التي ستصبح سوقا اقتصاديا عالميا سيعرف منافسة شرسة بين كبريات الاقتصادات الدولية.

وفي ظل هذه المتغيرات والرهانات الكبرى، التي تنتظر بلادنا خلال قادم السنوات، بات من الضروري أن نساءل ذواتنا بصدق: ألا تستدعي هذه المرحلة إحداث رجة كبرى على مستوى المشهد السياسي المغربي؟ أما آن الأوان من أجل رحيل نخب سياسية ظلت جاثمة على رقاب المغاربة لسنوات طوال دون أن تقدم أي إضافة لهذا الوطن؟ أما آن الأوان من اجل فسح المجال امام الطاقات الشابة التي تمتلك قدرات عالية و تكوينا علميا وأكاديميا من شأنه مسايرة حجم هذه المتغيرات، بدليل الأسماء المغربية العديدة التي سطع نجمها دوليا خلال السنوات الأخيرة، في مجالات مختلفة.

إن المرحلة الحساسة التي يمر منها المغرب، تحتاج فعلا إلى نخب سياسية حقيقية، في مستوى تطلعات جلالة الملك، ودينامياته الفعالة، نخب سياسية تضع نصب أعينها مصلحة الوطن والمواطنين فوق أي اعتبار آخر، نخب سياسية همها الوحيد العمل بنفس الوتيرة والكيفية التي يشتغل بها ملك البلاد، عكس ما يتخبط فيه المشهد السياسي الحالي المتسم بالصراعات والتجاذبات الفارغة التي تحكمها المصالح الشخصية والحزبية بالدرجة الأولى، نخب سياسية تعمل بنسق منسجم أي كان تموقعها بين الأغلبية والمعارضة.  

 

مجموع المشاهدات: 2002 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة