أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
في ظل المستجدات الجيوسياسية التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، وخصوصاً بعد الاعتراف الأمريكي التاريخي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، تعالت بعض الأصوات في الداخل المغربي بشعارات ومواقف عدائية تُوجّه ضد الدول التي تدعم موقف بلادهم.
موقف وصفه عدد من الخبراء المغاربة بـ"الخطير وغير المسؤول"، مشددين على أنه "يُشكّل خدمة غير مباشرة لأجندات مناوئة للوحدة الترابية".
محللون سياسيون مغاربة اعتبروا أن ما تقوم به بعض التيارات داخل المغرب من محاولات لخلق توتر شعبي تجاه الولايات المتحدة، أو غيرها من الدول الحليفة، تحت ذرائع إيديولوجية أو دينية، هو لعب بالنار، خصوصاً في توقيت حرج تمرّ به القضية الوطنية الأولى. ويرى هؤلاء أن "استغلال بعض القضايا الدولية مثل القضية الفلسطينية لتأليب الرأي العام المغربي، دون مراعاة للرهانات الوطنية، يدخل في خانة التضليل الذي يخدم خصوم المغرب".
أصوات عديد تعالت دعت إلى ضرورة التصدي لمخططات جهات داخلية تهدف إلى إفشال المساعي الإيجابية التي بذلتها الرباط على مدى سنوات لكسب مواقف دولية داعمة لمغربية الصحراء"، محذراً من "الخلط بين المواقف السياسية والمواقف العاطفية، التي قد تكلّف المغرب الشيء الكثير".
في سياق متصل، شددت الأصوات ذاتها على أن "الدعم الأمريكي لمغربية الصحراء هو مكسب استراتيجي لا يجب الاستهتار به، بل يتطلب حماية سياسية وشعبية عبر خطاب وطني عقلاني"، لافتة الانتباه إلى أن "كل من يسعى للتقليل من أهمية هذا الدعم، أو يحاول التشويش عليه، إنما يصطف – ولو عن غير قصد – إلى جانب خصوم الوحدة الترابية".
ووفقاً لعدد من المتتبعين المغاربة، فإن أخطر ما في هذا الاصطفاف الأعمى كونه يغفل السياق العام الذي تمر به القضية، خصوصاً مع دخول أطراف إقليمية ودولية على الخط، واستمرار مناورات خصوم المغرب في المحافل الدولية.
وفي الختام، فإن المطلوب اليوم – كما يُجمع عليه أغلب المهتمين – هو خطاب وطني موحد، لا يُفرّط في القضايا العادلة، لكنه لا يسمح أيضاً بأن تُستغل هذه القضايا لتقويض مكتسبات المغرب الاستراتيجية، مشددين على أن "الوطن لا يُبنى بالضجيج، بل بالحكمة والرؤية الواضحة".

طارق
على من تضحك؟
على من تضحك؟ الصحراء لن يحميها الا ابناء الوطن. لا معايدات على المغاربة