أخبارنا المغربية ـ عبد الإله بوسحابة
في موقف لا يخلو من رسائل سياسية قوية، خرج حزب الحركة الشعبية ليعلن أن ساعة الحسم قد دقت من أجل إنهاء ملف الصحراء نهائياً، وذلك في أعقاب القرار البريطاني الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.
الحزب، المعروف اختصاراً بـ"السنبلة"، شدد في بلاغ له، على ضرورة تحرك هيئة الأمم المتحدة لاتخاذ قرار نهائي ينهي هذا النزاع المفتعل، داعياً إلى استغلال المستجد البريطاني في اتجاه دعم التكامل الإقليمي والتنمية، تحت سقف احترام السيادة ووحدة الأراضي.
وأشاد الحزب بما وصفه بـ"الخطوة الدبلوماسية النوعية"، والتي قال إنها تأتي لتُعزز المكاسب التي راكمتها الدبلوماسية المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، مؤكداً أن الاعتراف البريطاني هو امتداد طبيعي لسلسلة الانتصارات التي حققها المغرب دولياً.
وفي لهجة لا تخلو من الامتنان، وجّهت الحركة الشعبية "شكرها للمملكة المتحدة على دعمها الصريح لجهود المملكة المغربية في مجال تحصين وحدتها الترابية"، مذكّرة بأن لندن تعتبر عضواً دائماً بمجلس الأمن، ما يُضفي على موقفها وزناً خاصاً في ميزان العلاقات الدولية.
الحزب وصف هذا التطور بـ"التاريخي والاستراتيجي"، مضيفاً أنه يُكرّس عمق العلاقات بين المملكتين المغربية والبريطانية، والتي تقوم على أسس راسخة من التعاون السياسي والجيوستراتيجي.
وفي سياق متصل، ذكّر الحزب بأن موقف بريطانيا الإيجابي ينضاف إلى مواقف عدد من القوى العالمية الكبرى، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، بالإضافة إلى الغالبية الساحقة من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، وهو ما يعكس – حسب تعبيره – "مصداقية الموقف المغربي وجديته".
وأضاف الحزب أن الموقف البريطاني يأتي في لحظة مفصلية من تاريخ الصراع المفتعل، ويؤكد من جديد شرعية المغرب المستندة إلى التاريخ و"رباط البيعة المقدس" والإجماع الوطني الداخلي.
كما عبر عن تفاعله الإيجابي مع مضامين البيان المشترك الصادر عن الرباط ولندن، والذي أتى عقب زيارة وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، "ديفيد لامي"، ولقائه بوزير الخارجية المغربي "ناصر بوريطة".
البيان المذكور أكد أن "المملكة المتحدة تتابع عن كثب الزخم الإيجابي الحالي تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس"، مضيفاً أن "تسوية هذا النزاع الإقليمي من شأنها أن توطد استقرار شمال إفريقيا وتعزز الدينامية الثنائية والاندماج الإقليمي".
واختتم الحزب بلاغه بالتأكيد على أن انخراط بريطانيا في مسلسل الاستثمار التنموي بالأقاليم الجنوبية، يؤكد التحول النوعي الذي تعرفه هذه المنطقة، في ظل النموذج التنموي الجديد، مشيداً بـ"جهود الدبلوماسية الوطنية تحت الرعاية الملكية"، والتي نجحت في تعزيز مكانة المغرب كشريك استراتيجي في النظام الدولي الجديد.