لاعبو المنتخب التونسي: التنظيم المحكم ليس غريباً عن المغرب ونطمح للتتويج بالبطولة

تحت حراسة أمنية مشددة.. المنتخب التونسي يُجري حصته التدريبية الأخيرة قبل مواجهة أوغندا

التبوريشة بملعب مولاي عبدالله خلال عزف النشيد الوطني في افتتاح كأس إفريقيا بحضور مولاي الحسن

مدرب منتخب جزر القمر يكشف أسباب إنهيار فريقه أمام المنتخب المغربي بعد صمود طويل

هل يمكن لعالم أكثر انقساما أن يتحد؟

وليد الركراكي يرد على انتقادات وتساؤلات الجمهور المغربي بعد الأداء غير المقنع أمام جزر القمر

اختتام "مسار الإنجازات".. رسائل سياسية بارزة وتطلع تجمعي نحو "مسار المستقبل"

اختتام "مسار الإنجازات".. رسائل سياسية بارزة وتطلع تجمعي نحو "مسار المستقبل"

أخبارنا المغربية

لم يكن اختيار مدينة طنجة لاحتضان المحطة الختامية من الجولة الجهوية "مسار الإنجازات" تفصيلا عابرا في أجندة حزب التجمع الوطني للأحرار، بل حمل في طياته دلالات سياسية عميقة، تختصر فلسفة هذا المسار وتلخص جوهر الرسالة التي أراد الحزب توجيهها، ومفادها أن السياسة الجادة تُبنى بالتدرج، وتُدار بمنطق النفس الطويل، لا بمنطق الضجيج والارتجال.

فبلوغ المحطة الثانية عشرة والأخيرة من هذا المسار، بعد أشهر من الجولات الميدانية واللقاءات الجهوية، يعكس خيارا سياسيا واضحا قوامه الاستمرارية والتراكم، والرهان على القرب من المواطن باعتباره شريكا في التشخيص وصناعة الأولويات، لا مجرد متلقٍ لخطاب جاهز. وهو ما جعل من «مسار الإنجازات» تجربة مختلفة في التعاطي مع الزمن السياسي، حيث لم يُنظر إليه كحدث موسمي، بل كمسار متكامل له بداية ومنهج وخلاصات.

ومن يواكب هذا المسار منذ انطلاقته، يلاحظ أن حزب التجمع الوطني للأحرار اختار أن يواجه منطق التشكيك والمزايدة السياسية بالفعل الميداني، حيث تُقاس السياسات العمومية بمدى أثرها في حياة الناس. فالمحطات الجهوية لم تكن فضاءات للاستعراض الخطابي، بقدر ما شكلت لحظات للإنصات والتقييم، وفتح نقاش مباشر حول المنجزات، كما حول الإكراهات والنقائص التي تعترض مسار التنزيل.

وفي هذا السياق، جاءت محطة طنجة لتكثف كل ما راكمته الجولات السابقة، وتمنحه بعدا استشرافيا يتجاوز منطق الحصيلة إلى منطق الرؤية المستقبلية. فقد بدا واضحا أن الخطاب المقدم في هذه المحطة الختامية لم ينشغل فقط بما تحقق، بل ركز أيضا على ما ينبغي استكماله، وعلى ضرورة تثبيت خيار العمل التراكمي كمدخل أساسي لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية المطروحة.

كما أن الزخم التنظيمي والبشري الذي ميز هذه المحطة، وما سبقها من محطات، يعكس قدرة الحزب على تدبير الفعل السياسي بأدوات مؤسساتية ومنهجية واضحة، بعيدا عن الارتجال. فتنظيم عشرات اللقاءات عبر مختلف جهات المملكة، وإشراك آلاف المواطنين بشكل مباشر أو عبر آليات رقمية، يؤشر على تحول في أسلوب التواصل السياسي، من خطاب أحادي الاتجاه إلى تفاعل قائم على الإنصات والتشارك في تحديد الأولويات.

ولا يمكن فصل هذه الدينامية عن السياق العام الذي يعيشه المشهد السياسي الوطني، حيث يطغى في أحيان كثيرة منطق السجال العقيم والخطاب العدمي. ففي مقابل ذلك، يقدم "مسار الإنجازات" نفسه كخيار بديل، يراهن على الهدوء، وعلى الاشتغال في العمق، وعلى بناء الثقة عبر الزمن، لا عبر الشعارات السريعة أو الوعود الفضفاضة.

إن اختتام هذا المسار في طنجة لا يعني إسدال الستار على تجربة سياسية، بقدر ما يشكل لحظة انتقالية دقيقة، جرى من خلالها تعبيد الطريق أمام "مسار المستقبل"، باعتباره الامتداد الطبيعي لمنهج قائم على التراكم والإنصات واستشراف التحديات المقبلة. فالإعلان عن توثيق هذه الجولة في كتاب يحمل اسم "مسار الإنجازات" لا يعكس رغبة في أرشفة مرحلة فقط، بل يؤسس لأرضية سياسية جديدة تُبنى عليها اختيارات المرحلة القادمة، انطلاقا من خلاصات الميدان وانتظارات المواطنين.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة