أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة
بالقدر الذي حرك "ملقب الخليجي" غضب الشارع المغربي، على اعتباره سلوكا حاطا من قيمة المرأة المغربية، وأنه لا ينبغي تعميم ما حصل، لأن الناس "طوب وحجر"، بقدر ما أن هذا الحادث، عرى على واقع مرير تعيش على وقعه مدن عديدة، حيث تحولت "مغربيات" إلى مجرد "بضاعة رخيصة" يقبل الخليجيون بكثافة على نهش لحومهن بشراهة، في الفنادق الفخمة والملاهي الليلية، والأمثلة على ذلك وللأسف الشديد، عديدة جدا.
لا أحد ينكر أن الواحدة من اللواتي يعرضن أجسادهن لمن يدفع أكثر، راضية على حالها، لكن وكما قال الفنان عبد العزيز الستاتي "راه كاين ظروف"، وإن كانت الغاية لا تبرر الوسيلة، فإن الفقر المدقع الذي تتخبط فيها أسر عديدة عبر ربوع المملكة، غالبا ما يضطر فتيات إلى سلك أقرب الطرق وأخبثها، طمعا في كسب المال، عبر امتهان أقدم "تجارة في التاريخ".
بيد أن ما يتوجب فعله أمام هذا الوضع الذي أغضب المغاربة، هو سن تدابير عاجلة، تطلق من اجتثاث منابع الفساد، بداية من أوكار الدعارة والعلب الليلية التي تتناسل يوميا كالفطر، على مرأى ومسمع من المسؤولين ولا من يحرك الساكن، مرورا بضرورة فرض غرامات مالية كبيرة وأحكام مشددة على كل من يثبت ضلوعه في ملفات من هذا القبيل، لكن قبل كل ذلك، لابد من الإهتمام أكثر بوضعية المرأة المغربية، انطلاقا من تمكينها من تمدرس في المستوى المطلوب، ومساعدتها في ولوج سوق الشغل، حتى يتسنى لها العيش بكرامة، فلا يعقل أن تقبل "مغربية" مهما كانت ظروفها أن تعرض جسدها للبيع إذا ما كانت تحوز دخلا شهريا يؤمن لها مواجهة تكاليف المعيش.
